صديق عزيز وقيادي في أحد أحزابنا الكبيرة ومن كبار المصرفيين، سألني لماذا لا تكتب كتاباً عن آل شخيب، وهو يقصد أسرتي من آل شخيب، وهي أسرة معروفة منذ مئات السنين بالتفوق في علوم الأدب والبيان والشعر والفقه، وقد أشار إليهم الفقيه محمد النور ود ضيف الله في كتاب الطبقات الرمز «271» فأشار إلى جد الأسرة الشيخ حسين ود حمد «راجل الحصاية»، وأشار إليهم العلامة د. عبد الله الطيب في تقديم لديوان «صوت من السماء» وكتب عنهم العلامة البروفيسور عون الشريف قاسم في حرف الشين من مؤلفه الكبير موسوعة الأنساب السودانية، كما تحدث عنهم في حرف القاف «ق» عن قدور، الشاعر الكبير نقيب شعراء دار جعل وعميد آل شاع الدين وعبد العال «دامر المجذوب» البركة الشيخ بابكر ود شخيب.. الذي سرى في عهده المثل المشهور أن ود شخيب جاءته ليلة القدر.. فرفع يده سائلاً ربه أن يُعطى الغُنا إلى جنى الجنى.. بدلاً أن يطلب الغِنى إلى جنى الجنى.. وقد منحه الله وأسرته كلا الأمرين سعة في الدنيا.. وسعة في عالم الشعر والعلم والأدب، حتى انطبق على أحفاده قول عكير الدامر وهو يخاطب أحد عباقرة شعراء آل شخيب الشاعر المصقع الراحل عبد المنعم قدور بقوله: شيطان شعري أبداً فيك ما غشاني وال «من جدُه قدام» ما بيكون وراني وذلك رداً على تحية الشاعر «قدور» لعمه عكير في مهرجان الشعر القومي الأول في الدامر في السبعينات والتي أنشأ فيها: الأول عكير.. والثاني ود شوراني والثالث قدور.. والباقي ما هماني وتأثر عكير بوفاء ابن أخيه عبد المنعم قدور، فكان رده تحية لآل شخيب وأنهم ناس قدامية منذ جدودهم في ميدان العلم والأدب وفي ميدان القتال في الكويب والنخيلة وأبو طليح وخور شخيب.. ولايزالون.. شكراً للصديق الذي جعلني أذكر جانباً مشرقاً من عطاء آل شخيب الذي لا ينقطع على مر السنين والأعوام.