المبادرة التي اطلقتها شبكة منظمات جبال النوبة بالتضامن مع هيئة جبال النوبة الشعبية للسلام والتنمية نهاية الأسبوع الماضي في المؤتمر الصحفي الإعلامي الذي تم عقده بوكالة السودان للأنباء وبحضور عدد مقدر من الصحفيين والناشطين في منظمات المجتمع المدني هذا المؤتمر أعاد لشبكة «نوبا نت» ألقها وفتوتها التي بدأت بها منذ فترة طويلة في مواجهة التحديات القومية ومواقف الشبكة في القضايا الوطنية والإنسانية التي مرت بالمنطقة وإنجازاتها في فترة الحرب ، الحرب التي شاركت فيها منطقة جبال النوبة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان على مستوى القتال والمقاتلين. جاء موضوع المبادرة التي اطلقتها «نوبا نت» بمشاركة الهيئة الشعبية للسلام متماشياً مع الظروف التي تمر بها بلادنا في مقدمتها استفتاء الجنوب الذي ربما يقود الى تجزئة السودان ثم التداعيات المتوقعة في حالتي الانفصال والوحدة وما تمثله منطقة جبال النوبة من ثقل بشري في المؤسسات السياسية والعسكرية الجنوبية وارتباطاتها القومية في شمال السودان إضافة لذاك التداخل الجغرافي والعلاقات الإثنية التي تربط مجموعات النوبة بمناطق الشمال تضاعف من دور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية الطوعية مسئولياتها في وحدة الوطن في الاستفتاء القادم وانحياز هذه المنطقة للوحدة خياراً استراتيجياً لشعب السودان بكل مكوناته. جاءت مبادرة «نوبا نت» المشتركة في المؤتمر الذي انعقد بقاعة وكالة السودان للأنباء ظهر الخميس 2/12/2010م والذي تحدّث فيه عدد من القيادات الشعبية ممثلة في شبكة منظمات جبال النوبة إذ تحدث الأستاذ الشعراني المنيري دلدوم المدير التنفيذي لنوبا نت وممثل المنظمات الطوعية الإنسانية العاملة في منطقة جبال النوبة أيضاً تحدث في المؤتمر الصحفي الأستاذ إبراهيم محمد إبراهيم المدير التنفيذي للمجلس السوداني للمنظمات التطوعية السودانية إنابة عن منظمات السودان في اهتمامها بالدور الطليعي لمجموعات النوبة في وحدة السودان والتعايش بين مكوناته أيضاً تحث الأستاذ عبد الرحمن كاربت رئيس الهيئة الشعبية للسلام والتنمية لجبال النوبة مشيراً للهدف الإستراتيجي لحملة التوعية الإعلامية والحراك الاجتماعي من أجل تزكية قيم السلام ومفرداته التي جاءت في اتفاقية نيفاشا والحق الدستوري والقانوني لشعب جنوب السودان في الاستفتاء وسعي الشركاء لرفع مُعدلات التسجيل في الولايات الشمالية ومناطق جبال النوبة وجنوب السودان وتقليد خيار الوحدة الطوعية من خلال توعية الجماهير بإيجابياتها ومن خلال الممارسة الراشدة والشفافة في كل مراحل عملية الاستفتاء. إن المسئولية العظيمة التي تتحملها منظمات المجتمع المدني السوداني خاصة تلك العاملة في مناطق التوترات والحروب والتي شملتها اتّفاقية السلام الشامل تتعاظم هذه المسؤوليات بإقرار السلام والتعايش بين المكونات الإثنية والعقائدية في هذه المناطق والسعي للإنجاز الإيجابي لمشروعات وإحداثيات المشورة الشعبية في النيل الأزرق ومنطقة جبال النوبة ومنطقة أبيي لتعزيز الوحدة الوطنية وبناء جسور الثقة والتعايش بين أهل السودان. إن حراك منظمات جبال النوبة ووقوفها بجانب القضايا الوطنية الكبرى جاء باستلهام دور منطقة جبال النوبة في تشكيل السودان الحديث ودورها التأريخي في بنائه ومشاركة رموزه في الثورات الوطنية التي شكّلت السودان حدوده السياسية والجغرافية ودافعت عن استقلال ووحدة الوطن دونكم السلطان عجبنا الذي قاد شعب النوبة في أعظم ثورة في الدول الأفريقية والعربية وهي الثورة المهدية إيماناً بمبادئها وأهدافها ودعوتها وثورة الفكي علي النيراوي في وجه الاستعمار الإنجليزي الفرنسي وقيادته للنوبة وعدم اعترافه بالمستعمر ثم صاحب معركة النهر الشهيرة الشهيد القومي علي عبد اللطيف في عام 1924م والذي قدم شرارة الهبة الأولى لاستقلال السودان بجانب هذه الرموز فإن مساهمات جبال النوبة في الحياة السياسية السودانية المعاصرة تثبت أنها الأصيلة في صناعة التعايش والوحدة الوطنية بين كل أهل السودان. مبادرة منظمات المجتمع المدني لجبال النوبة التي أشرنا إليها تلفت انتباه الدولة والمجتمع السوداني إلى ضرورة دعم المُنظمات الطوعية الوطنية العاملة في تلك المنطقة والتي لها دورها الأساسي في استقرار ووحدة السودان وأن تسعى الحكومة والمنظمات السياسية والاجتماعية للقيام بواجبها في دعم شبكة منظمات جبال النوبة نوبا نت لتقوم بمسئولياتها ودورها في مواجهة منظمات الخارج التي تتحدث باسم شعب النوبة وما يُحيط بها من أجندات أجنبية. إن الاستضعاف والإفقار اللذان تواجههما نوبا نت وعجزها عن القيام بدورها لن يكون في مصلحة الشعب السوداني ولا الوطن فهل تنتبه الأجهزة والمؤسسات والتجمعات التي تعنى بالعمل الإنساني لأهمية هذه الشبكة حتى لا يأتي يوم مندم. ولله الحمد ،،،،،