أيام قليلة وبعدها يتحدد مصير إخواننا في الجنوب.. وحدة أو انفصال.. ورغم أن كل الدلائل تشير إلى أن الانفصال آتٍ لا محالة.. لكننا نقول عسى ولعل.. وأنا لا أحب أن أخوض في السياسة كثيراً، لأن «بحورها عميقة».. ولكن لفت انتباهي حوار أجرته صحيفة الشرق الأوسط مع «باقان أموم» الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان.. وكان الحوار يحمل الكثير من المتناقضات التي أثبتت أن باقان أموم يشجع الانفصال، وأنه رجل انفصالي ويحمل الكثير من الغبن في قلبه للشماليين.. وقد ذكر باقان مبررات كثيرة للانفصال.. منها أنهم يبحثون عن الحرية وأنهم يريدون الخروج من الظلم والعبودية.. والغريب في الأمر أنه وفي نفس الحوار ذكر «باقان أموم» بأنهم لا يسعون للانفصال بسبب كلمة «عبودية».. حينما سأله المحاور الذي أجرى معه الحوار.. ü وباقان يتحدث عن الجنوبيين.. وأنهم عانوا من الكبت والظلم.. وأن الشماليين حاربوهم وقتلوهم وطردوهم منذ استقلال السودان.. وأنهم -أي الشماليين- يتَّموا أولادهم ورمَّلوا نساءهم وشردوهم في استراليا واليابان وكوريا وغيرها.. ولعله نسى أو تناسى أن الشماليين الذين تحدث عنهم وأساء إليهم في حواره.. أنهم هم الذين تنازلوا عن ثرواتهم ووقفوا مع إخوتهم في الجنوب وساندوهم ليثبتوا للعالم أجمع أن السودان موحد.. ü وليعلم باقان أن الشماليين أيضاً تيتم أبناؤهم و ترملت نساؤهم.. وأغلبهم من المؤتمر الوطني.. الذي يشن عليه باقان الهجمات ويحمله ما حدث وما يحدث الآن في الجنوب.. ü وتحدث عن الجنوب بأن المؤتمر الوطني أجحف في حقه... ولكنهم -أي قادة الجنوب- «أكلوا» كل أموال الجنوبيين من حصتهم في البترول وما قدمه المانحون الذين تبرعوا للجنوب.. وهي أموال كثيرة تعد بالمليارات.. وحتى الآن ماذا فعلوا بها في الجنوب؟!!.. ü وليعلم باقان هذا أنه.. و حتى القادة والمواطنين في الجنوب.. يعيبون عليه مواقف كثيرة.. وعليه أن يعلم بأن الانفصال سيكون خراباً ودماراً عليهم في الجنوب قبل الشمال.. وعلى قبيلته هو بالذات.. ü ختم باقان حديثه مع محاوره.. حينما سأله عن إحساسه وهو داخل مركز التصويت حيث أجابه بأنه: «إحساس من يصوت للحرية له و ولأولاده وأحفاده.. سأصوت ضد الظلم والعبودية».. وأشار إلى أن السودان دولة فاشلة..! هذا هو باقان أموم القائد الجنوبي فماذا ننتظر؟!!..