إن الرائد لا يكذب أهله والأخ الرئيس سأل من قبل سؤالاً لجماهير شعبه، هل حصل كذبت عليكم والإجابة سهلة وميسورة، فأي رئيس يجب أن يكون صادقاً مع شعبه، لأن الصدق هو الذي يوفر الثقة ويزيد من المحبة، وكل رئيس يكون حريصاً على إرضاء شعبه وأهله لأنها مسؤولية وأمانة حملها على عنقه، ومسؤول عنها يوم الموقف العظيم، ولذلك فإن مواطنيه حينما توصد في وجوههم الأبواب وتعجز آليات الحكم عن إرضاء تطلعاتهم وتحقيق رغباتهم فإنهم يتجاوزون الحواجز ويحاولون الوصول إليه مباشرة بثقتهم بأنه سينصفهم، فستكون توجيهاته أوامر تتحقق في أسرع مايكون أو هكذا ينبغي أن يكون الأمر.. أسوق كل هذا لأقول للأخ الرئيس انك لا تكذب ولكن من توجه يكذبونك ودليلي على ذلك لقاؤك الأخ الرئيس لأهلك في منطقة كنار الممتدة على ضفة النيل الشرقية بمحلية مروي، هذه المنطقة التي تشمل إحدى عشر قرية من القدنبلية وجلاس حتى الهو، وهي منطقة أخي الرئيس أقل مايقال عنها إنها منطقة مهشمة فعل الهدام بها الأفاعيل، ولم يقصر الزحف الصحراوي الذي أحال معظم أراضيه الى صحراء أهل هذه المنطقة يصارعون المستحيل، ويصنعون منه واقعاً معاشاً ويتحدون العدم ليصنعون منه وجوداً يكابرون به قسوة الطبيعة ويصنعون لأنفسهم حياة. استبشروا حين التقيتهم بمنزلك العامر فقدموا لك طلبين اثنين فقط سداد فاتورة تركيب وحدات الكهرباء، وصيانة البنطون الذي يمثل مصدر الذي يذكرني دوماً بالمدفع في قصة الكاتب سي اس فيروستر لم تخيب اخي الرئيس ظنهم وكانت استجابتك للطلبين المقدمين، وبعد جهد جهيد ومتابعة امتدت لأكثر من شهرين مع شركة زادنا التي أوكلت لها الأمر والتنفيذ، استلمنا شيكات الكهرباء فجزاك الله خيراً ولكن صعب علينا أمر البنطون، والذي يمثل شريان الحياة للمنطقة، ودخلنا في دوامة الوعود، ولقد اقترب موسم الدميرة وأصبح البنطون في خطر أخي الرئيس انت قطعاً لا تكذب ولكنهم يكذبونك.