في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي عقد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني اجتماعه الدوري الذي استمر إلى الساعات الأولى من فجر الخميس، وكان من بين أجندة ذلك الاجتماع إجراء تعديلات جزئية في أمانات الحزب، حيث شمل التعديل إعفاء امين الشباب بلة يوسف وتعيين عصام محمد عبد الله، التعديل في هذه الأمانة جعل البعض يرفع حاجب الدهشة إذ أن الخطوة لم تكن متوقعة للقيادات داخل الحزب، وفتحت الباب واسعاً للتكهنات للتساؤلات هل الإعفاء تم لأن بلة مغضوباً عليه من القيادة العليا للحزب لقيامه بفعل ما، أم أنه تغيير عادي في إطار برنامج الإصلاح الذي يقوم به الحزب في هياكله * من هو بلة بلة يوسف أحمد البشير تقول شهادة ميلاده إنه مولود في العام 1970م، بمنطقة غفار بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة، تلقى تعليمه الابتدائي بغفار، والمتوسط بمدرسة أبو حراز المتوسطة، وانتقل شرقاً ليتلقى تعليمه الثانوي بمدرسة حلفا الجديدة الثانوية، ليلتحق بعدها بكلية الاقتصاد بجامعة شرق النيل الجامعية التي تخرج منها في العام 1995م، ويحضر الآن للدراسات العليا في الاقتصاد والعلوم بجامعة النيلين، متزوج من ابنة خاله الحاج آدم دروسة رئيس اتحاد الرعاة السابق، وأب لستة من البنين والبنات ويعتبردروسة مثله الأعلى. محطات في حياته دخل بلة يوسف معترك العمل السياسي في سن مبكرة من حياته إذ أنه انضم للحركة الإسلامية أبان دراسته بالمرحلة المتوسطة، وجنده لها في ذلك الوقت الفاضل العوض وتم اختياره بعدها ليكون أميراً لمدرسة حلفا الجديدة الثانوية، إلى أن أصبح رئيساً لاتحاد الطلاب بها، ويعتبر بلة من مؤسسي اتحادات الطلاب بالمدارس الثانوية، وانتقل بعد ذلك إلى الجامعة ليصبح مسؤول العمل التربوي والاجتماعي بجامعة شرق النيل، ثم مسؤولا تنظيمياً لطلاب محافظة نهر عطبرة كما عمل أمينا للطلاب بولايات كسلا بعد المفاصلة مباشرة ثم الجزيرة والبحر الأحمر، وتدرج في العمل التنظيمي إلى أن أصبح مشرفا سياسياً للولايات، لينتقل بعدها إلى ولاية الخرطوم ليصبح مسؤولا عن الولايات في أمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني وبعدها مسؤول التخطيط بذات الأمانة إلى أن وصل إلى منصب نائب أمين أمانة الطلاب، المرحوم صلاح ونسي، وانتقل بعدها مباشرة للعمل كرئيس للاتحاد الوطني للشباب السوداني في الفترة من 2009 الى 2013م . العمل التنفيذي بعد تخرجه في الجامعة وتبوأه لعدد من المواقع التنظيمية اتجه بلة يوسف إلى العمل الخاص، ودخل السوق وعمل مديراً ادارياً ومالياً لشركة تجارية، ثم بعد ذلك اتجه ناحية الخدمة المدنية وأصبح مسؤول الشؤون المالية والإدارية بالخدمة الوطنية بولاية الخرطوم، ليتم اختياره بعدها وزيراً للشباب والرياضة بولاية الخرطوم في الفترة من 2013 الى 2015م ليعود مرة أخرى للعمل التنظيمي، حيث تم اختياره من قبل المكتب القيادي للحزب أمينا لأمانة الشباب التي استمر بها إلى تاريخ إعفائه الأربعاء الماضي، وبلة واحد من أعضاء المكتب القيادة ومجلس الشورى بالوطني لأربع دورات متتالية مشروع وطني د. أحمد المصطفى نواي رفيق بلة يوسف في أمانتي الطلاب والشباب قال عنه بلة شاب يتصف بالحنكة والحكمة والغيرة السياسية الحادبة على فكرته، وشهد له الأحباب والأعداء بأنه كان الأميز في كل المواقع التي تقلدها، وأضاف بلة يوسف مشروع وطني خالص يستحق الاهتمام به المطيع اعتبر نواي الحديث الذي تناقلته مجالس المدينة بشأن إعفاء بلة من منصبه من أمانة الشباب، والذي يدور حول إن الإعفاء بسبب مشاركته في إفطار الاتحاد الوطني للشباب السوداني مع النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق علي عثمان محمد طه، مجرد تكهنات لاتمت للواقع بصلة، وقال الآن بلة في استراحة محارب يهيئ نفسه لموقع آخر في القريب العاجل، ويشهد مقربون منه في أمانة الشباب بالعفة وطهارة اليد واللسان والطاعة والأدب التنظيمي، وأكدوا أنه لايتخذ قراراً دون مشاورة الجميع فيه، ووصفوه بالاجتماعي من الطراز الأول وأنه متواصل مع العمال والسائقين بالأمانة، ويعرف كل تفاصيل حياتهم، وقال أحدهم نادراً مانرى بلة غاضباً لأنه يمتلك القدرة في التحكم في مشاعره ويميل إلى الإصلاح بدلاً عن المحاسبة العفو بالأمس أكمل (شيخ بلة) كما يطلق عليه أقرانه من الشباب في التنظيم عملية التسليم والتسلم لخلفه في أمانة الشباب عصام محمد عبد الله، وبحضور أعضاء الأمانة في اجتماع اختتم بالدموع والبكاء وطلب العفو من زملائه، ودعا لخلفه عصام عبد الله بالتوفيق، وقال إن انتقال التكليف من شخص لآخر أمر عادي وطبيعي في المؤسسات، مؤكداً ثقة الشباب في تقديرات قيادة الحزب .