شباب في مقتبل العمر اجتازوا امتحانات الشهادة السودانية بتفوق، وتقدموا للالتحاق بالكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الأبطال، رغبة في الالتحاق بالعمل في القوات المسلحة السودانية، لم يكونوا مخطئي الطريق بل كان هدفهم محدداً، ألا وهو شعورهم بمعاناة الوطن الجريح وبالمهددات الأمنية الجسام، كانوا يحلمون بخلاص الوطن من نزيف الدم ومن انتهاك الأعراض ومن شدة الفقر والمرض، كانوا شباباً مفكرين ومتعلمين ورساليين هم من مختلف بقاع السودان، بأعراقهم وسحناتهم المتعددة لكنهم مؤمنين بسودانيتهم وبوحدة بلادهم، وبالوطنية.. شباب أبسط مايقال عنهم أن عقولهم نيرة، التقيت بهم وكلهم أمل دفاق وحياة حالمة وعزيمة قوية، وعزة نفس لا انكسار فيها، التقيتهم مؤمنين عابدين ذاكرين راكعين ساجدين لم يهابوا المحن، ولم يخشوا الدياجر، ولا النار ولا الرصاص.. التقيتهم وهم طلاب بالكلية الحربية، وبعيد التخرج وهم برتبة الملازم وقد صقلتهم الكلية الحربية، واشتد ساعدهم يتحدثون مع بعضهم البعض وعن بعضهم البعض باحترام شديد وذوق رفيع، كلا منهم كان يكني الآخر بالمرعب وبالأسد النتر وبي كل صفات القادة الشجعان. ودارت الأيام والسنين، ثم التقيت الذين ظلوا منهم ومازالوا يبذلون الجهد وهم يشغلون رتب العمداء والعقداء بالقوات المسلحة السودانية، هم مازاد عليهم سواى وقار السنين ووضاءة الوضوء وتركت عليهم الأيام بصماتها بأحزانها وأفراحها لكنهم مازالوا هم الشجعان وهم الوطنيون وهم المؤمنون العابدون الراكعون الساجدون . لم ينقطع تواصلهم مع أسر أخوانهم الشهداء يبادلونهم الوفاء، ويرفعون معنوياتهم، ويقدمون ما أمكن من المساعدة في كافة المجالات يواسون الأمهات ويسندون الآباء ويفخر بهم الاخوان. بعد26 عاماً يطرق عليك بابك من يقول لك إنني أخ ابنك الذي كان زميلي في السلاح وفي الكلية، والذي استشهد على بعد امتار مني، وكان يمكن أن أكون أنا في مكانه وهو في مكاني، ويطلب العفو في أدب جم لعدم التواصل بسبب الظروف والتنقلات والتزامات المهنة. طلتهم علينا تبث فينا أشواقاً خالدة وليست دفينة لأنها ماخابت أبداً، تجعلنا نرفع أيادينا بالدعاء اللهم تقبل الشهداء واحفظ المجاهدين، وأمن بلادنا من الأعداء وانصرنا نصرك المبين الذي وعدته . الشهادة لله لم يغيبوا عنا إنما يتبادلون التواصل معنا متى ماسمحت الظروف، إنهم ضباط الدفعة 39 دفعة شقيقنا الشهيد ممثلين عنهم العميد ركن الطيب الشيخ، والعميد حاتم محمد والسادة العقداء بدرالدين أحمد حسن، وحسن ابوالعول، ومحمد محمود، ومحمد حسن، وصاحب القوافي بكت حزينة فقدت البطل الهمام وعازة لبست قرمصيصه ساكبة دمعة تقول سلام ياوداعه معاك سلامة أنت والشهداء الكرام الشاعر طيب الأسماء نعم نشعر بهم أنهم متميزون وهذا حال القوات المسلحة السودانية بصفة عامة كل دفعة تكتسب من التي سبقتها أجمل وانبل الصفات في الرقي الاجتماعي، وكذلك أحدث أساليب القتال خبرة الجيش السوداني، وتنظيمه وتدريبه وتاهيله ضارباً في قدم التاريخ مستصحباً معه القيم الإسلامية السمحة من وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم (لاتقتلوا الصغير ولا المرأة ولا العجوز ولا تقطعوا الزرع، ولا تمثلوا بالجثث وحث على حسن معاملة الأسرى إنه الإسلام دين الرحمة.. التحية للقوات المسلحة السودانية وهي الضمير النابض للأمة السودانية وهي حامي حمى الشعب.