[email protected] ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم وتفسير هذه الآية الكريمة هو كأنه قيل: من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات؟ فقال هم: { التَّائِبُونَ ْ} أي: الملازمون للتوبة في جميع الأوقات عن جميع السيئات. { الْعَابِدُونَ ْ} أي: المتصفون بالعبودية للّه، والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت، فبذلك يكون العبد من العابدين. { الْحَامِدُونَ ْ} للّه في السراء والضراء، واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على اللّه بذكرها وبذكره في آناء الليل وآناء النهار. { السَّائِحُونَ ْ} فسرت السياحة بالصيام، أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب في معرفة اللّه ومحبته، والإنابة إليه على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربات، كالحج، والعمرة، والجهاد، وطلب العلم، وصلة الأقارب، ونحو ذلك. { الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ ْ} أي: المكثرون من الصلاة، المشتملة على الركوع والسجود. { الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ْ} ويدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات. { وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ْ} وهي جميع ما نهى اللّه ورسوله عنه. { وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ْ} بتعلمهم حدود ما أنزل اللّه على رسوله، وما يدخل في الأوامر والنواهي والأحكام، وما لا يدخل، الملازمون لها فعلا وتركا. { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ْ} لم يذكر ما يبشرهم به، ليعم جميع ما رتب على الإيمان من ثواب الدنيا والدين والآخرة، فالبشارة متناولة لكل مؤمن. والشاهد أنه يكثر هذه الأيام تداول تعبير (السائحون) الذى ألصقه بعض "حيارى" الكيزان بأنفسهم ، وهم حيارى لأنهم حار بهم الدليل حين أرجعوا بصرهم للأدبيات الأخوانية بأن هدفهم هو رفعة راية الدين ، وهم رددوا فى ذلك وهما يدعون فيه أنهم "جاهزين ... جاهزين لحماية الدين" فكان أن أفاقوا على الوهم البين أن دولتهم الفاضلة ما فرخت غير الفساد وما أشاعت غير الكذب و النفاق وما إكتسبت إلا مال سحت تطاول به فى البنيان ماكانوا عراة وحفاة قبل إنقلابهم المشؤوم. وإن رجعنا إلى المقصود بتعبير "السائحون" وهو الممارسون الصيام، أو السياحة في طلب العلم، أوسياحة القلب في معرفة اللّه ومحبته، والإنابة إليه على الدوام، أو أن السياحة تعنى: السفر في القربات، كالحج، والعمرة، والجهاد، وطلب العلم، وصلة الأقارب، ونحو ذلك. فما كان لهم من تتطابق متناقض إلا فى معنى الجهاد المزعوم حين وجهوا رصاصهم نحو من كانوا مواطنيهم فى الجنوب بغية إدخالهم فى الإسلام فكان من نتاج حمقهم أن خرج من الملة من كان مسلما وفصل أرضه ومد لهم لسانه ساخرا. وإلا فليقولوا ماذا إكتسب الإسلام من دبابيهم و ما يصفونه بمجاهديهم و مرابطيهم الذين إن ذهبوا إلى رباطهم المزعوم و رجعوا سالمين كانت جوائزهم الشهادات الجامعية من دون الجلوس لإمتحانات. ومن مات منهم أعتبر شهيدا أقيمت فى مأتمه الإحتفالات ، بينما غيرهم من غير رفاقهم يموت ولا يعرف له قبرا. أما هؤلاء المدعين أنهم "سائحون" حسب الآية الكريمة فلم نرى لهم أنهم كانوا من الآمرين بالمعروف ولم يحاولوا أن يعترفوا بواقع كريه جثم على الناس ربع قرن ضاع من حياة الناس ومن حياة أولادهم وبناتهم كان من الممكن أن ينمى فيه وطن بأكمله ، ولم نعرف أنهم قد تذكروا إطلاقا أن ينهوا عن منكر وما كان ولازال المنكر من العصبة نصبح ونمسى على أشكاله من تعذيب للمعتقلين الشرفاء و هتك للأعراض وقتل للأنفس الزكية وسرقة فى وضح النهار للمال العام. والآن والسفينة قد أتسع ثقبها ، فهم قد ظهروا من كهوف أفكارهم الظلامية التى كانوا نائمين فيها كأهل الكهف ليدعوا طهارة السائحين كما أوردتها الآية الكريمة ، و يريدون أن يكونوا جلدا لثعبان أرقط أدمى الوطن بلدغاته السامة. ويحسبون أنهم بهذه السذاجة و البساطة قادرين على لدغ الشعب من جحرهم مرتين. وحقا إن السياحة التى عرفها الناس من رهطهم هى كانت لمن إمتلك الشقق و الحسابات المصرفية فى ماليزيا وحتى فى بلاد الكفر ،فى وقت كان فيه هؤلاء الملقبين أنفسهم بالسائحين يعرفون كل شيئ ولا يحركون ساكنا. والقلم فعلا ما بيزيل بلم.