مواصلةً لسلسلة مقالاتي عن عبثية الحروب، بالرقم المتسلسل 1.2.3.4.5 ، أرحب ترحيباً واسعاً بالقرار الموفق الصائب، الذي أطلقه السيد / رئيس الجمهورية.. المشير عمر حسن أحمد البشير ، والقاضي بوقف إطلاق النار، بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ويعتبر هذا القرار بداية لحياة جديدة وأمل ينشده الجميع، يدب في روح الضعفاء البائسين الذين لا حول ولا قوة لهم، وهم بداخل أوطانهم يعانون ويلات الثالوث الفقر المرض، الحرب، مع توقف الحياة تماماً، لا تعليم ولا صحة، بدلاً من أن يستقبلوا القوت والعون والدعم، يستقبلون رصاصات الرحمة إيذاناً بالرحيل من الفانية، مع طول أمد النزاع حتى تلاشت الإنسانية وتجرد الناس منها ...والكل حكومة ومعارضة يتعاملون بردود الأفعال والبحث عن الغلبة والنصر في وطن تمزقت أشلاؤه ومات فيه الأمل ... وفي مسرح حزين تكاد أن تنعدم فيه المروءة والحياة التي هي حق مكفول للجميع، وعندما تشتد أوار الحرب يعقبها قرارا بوقف إطلاق النار، ثم جولة مفاوضات بمضامير خارجية سرعان ما تصل إلى طريق مسدود ، وتبدأ مرحلة جديدة للبطش وكأنما إيقاف إطلاق النار فترة تعبئة وتجهيز ويستمر الحرب والقتل والدمار، وتتساقط الآمال والحلم وتزهق الأنفس البريئة وينعدم الأمن والإستقرار، وتبدأ دوامة النزوح واللجوء وهكذا دواليك تتجدد معاناة الوطن. وقف إطلاق النار هذه المرة جاء بعد مخاض عسير، ومعاركة ضارية وفي شهر رمضان الكريم، وبنداء من رأس الدولة، والبلاد شهدت حواراً وطنياً غير مسبوق، تعتبر مخرجاته صمام الأمان والعبور بالبلاد إلى مراحل أكثر أمن واستقرار وكل هذه الروافع والدوافع تتطلب من الجميع أن يدعمها بالدعاء الخالص في هذا الشهر الفضيل، مع تحين أوقات الإستجابة عند الإفطار والإسحار بأن يكون قرار وقف إطلاق النار آخر قرار في هذا الشأن وأن يتنازل طرفا النزاع (الحكومة والمعارضة) حتى يصلان إلى توافق، ويبدأ السودان وأهل السودان صفحة جديدة من أجل مستقبل الأجيال,, والله المستعان