اتخذ الإتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» قراراً حازماً بابعاد وفاق سطيف الجزائري من مرحلة المجموعتين بدوري أبطال أفريقيا، على خلفية الشغب الجماهيري الذي صاحب مباراته أمام ميليودي صن دوانز الجنوب أفريقي في الجولة الأولى من مرحلة المجموعتين، وقبله اتخذ الإتحاد الأوروبي لكر القدم (اليويفا) قرارات صارمة وحاسمة ضد جماهير روسيا التي أثارت الشغب في مباراة بلادها وانجلتزا.. ووصل الأمر باليويفا إلى سجن 5 من مشجعي بولندا بعد الشغب الذي مارسوه في يورو 2016 الحالية بفرنسا لفترات تتراوح من 8 إلى 12 شهراً مع (النفاذ) أي لا مجال للتراجع عن القرار. كاف ويويفا يقدمان الدرس للإتحاد السوداني لكرة القدم، الذي ظل يتساهل مع الشغب الجماهيري، بل يلعب دور الوسيط من أجل تسوية الأمور، مع أن الحسم يجب أن يكون على طريقة الكاف والويفا مع أي خروج عن النص والإبتعاد عن الروح الرياضي، خاصة بعدما بدأت الظاهرة تتنامى وسادت الفوضى ملاعبنا، وظل الخروج عن السلوك الرياضي ثابتاً في معظم المباريات. الرياضة تقوم على مبدأ التنافس الشريف والإحترام الذي يقرب المنافسين، لذلك سميت سفارة شعبية من واقع تلاحم الجماهير في المدرجات بعيداً عن جنسياتها، ولا يمكن أن تكون مصدراً للعنف والفوضى، ولا بد من بتر الفئة التي تتسبب في غوغاء الملاعب والتوتر وإبعادها عن الوسط الرياضي الذي يقوم على التنافس الشريف. شهدت مباراة القمة الأخيرة خروج جماهير المريخ عن الروح الرياضي بعد استهدافها للملعب بقارورات المياه باستمرار احتجاجاً على قرارات التحكيم، ولم يحرك ذلك ساكناً في اتحاد الكرة، الذي فيما يبدو مشغولاً بالإنتخابات من أجل دورة جديدة، وتصرفات جماهير المريخ ليس بالأمر بالجديد فقد سبق لهذا الجمهور المطالبة بخروج الشرطة في مباراة مريخ الفاشر التي خسرها المريخ بهدف وخرجت الشرطة من الاستاد في سابقة خطيرة ومع ذلك بادر الاتحاد العام وعمل على تهدئة الأمور مع أن الأمر خطير وكان يحتاج لوقفة كبيرة حتى لا تتكرر مثل هذه الظواهر التي تدعو للفوضي والشغب. صحيح أن ما يحدث في السودان لم يصل إلى مرحلة القتل وسفك الدماء، ولكن علينا أن نتوقع ذلك إذا واصل الإتحاد تعامله مع خروج الجمهور عن النص في المباريات، بل أن سكوت الإتحاد على تصرفات جماهير المريخ في معظم المباريات سيأتي بعواقب وخيمة، لأن العمل بقاعدة «السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم» هي السائدة في ملاعبنا، وعلينا التعامل مع ما يحدث بجدية قبل تصاعد الظاهرة حتى لا تصل لدرجة يصعب السيطرة عليها. نحن كسودانيين معروفين بالطيبة والتسامح وهما خصلتان حميدتان نحث عليهما لكن يجب ألا نتعامل بهما في كل المواقف خصوصاً عندما تكون هاتان الخصلتان (الطيبة والتسامح) سبباً في تمادي البعض وخروجه عن النص، لا يمكن أن نكون طيبين ومتسامحين في موقف يتطلب منا الحسم والقرار الذي يحفظ استقرارنا ويجعلنا نذهب إلى الاستادات دون خوف من حجر طائش أو لفظ ساقط. إبعاد الكاف لوفاق سطيف الجزائري من دوري أبطال أفريقيا ما هو الا رسالة إلى كل الإتحادات الوطنية وحثها إلى التعامل بحسم وحزم مع الانفلات الجماهيري في المدرجات وابعاد كل من يخرج عن السلوك الرياضي عن الملاعب، وهي رسالة إلى المريخ أيضاً الذي يطالب الآن بالعودة لدوري الأبطال على حساب وفاق سطيف الجزائري مع أن ملف المريخ نفسه أمام لجنة الأنضباط بالكاف بناء على الفوضى الذي اثاره بعض لاعبيه في مباراة الكوكب المراكشي المغربي. الثابت أن كاف ويويفا أكد حرصهما على محاربة مظاهر الفوضى والغوغاء والخروج عن السلوك الرياضي والسجن والإقصاء مصير كل من يمارس الشغب.. وعلى اتحادنا أن يتخلى عن الجودية وتطييب الخواطر وسياسة تطليف الأجواء قبل أن تقع الفأس في الرأس.. والسلام.