زيارة مهمة للرئيس الفلسيطني محمود عباس أبو مازن ابتدرها للخرطوم أمس يرافقه وفد رئاسي وزاري رفيع تمتد لثلاثة أيام، وظل السودان إحدى الدول المهمة الداعمة للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية والإقليمية منها في سبيل تحقيق إنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس كحق مشروع، فضلاً عن ذالك فقد ظلت علاقاته جيدة مع كافة الأطراف الفلسطينية سواء كان فتح أو حركة حماس، وليس ببعيداً عن الأذهان زيارة خالد مشعل للخرطوم للتعزية فى رئيس المؤتمر الشعبي عبدالله الترابي. الزيارة الثالثة الراحج أن زيارة أبومازن ليست الأولى من نوعها فقد زار السودان عام 2006 وأغسطس 2009 رغم أن فترة رئاسته لحركة فتح انتهت، إلا أنه لا يزال رئيساً لها ولدولة فلسطين، وقد زار الخرطوم في أغسطس 2009 لبحث كيفية رأب الصداع مع حركة حماس وجمع صف الفصائل الفلسطينية، غير أن أهداف زيارته الراهنة يرى مراقبون أنها تأتي كزيارة إستراتيجية وجيوساسية، وتأتي كرد على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي ابتدر زيارة لدول منابع النيل كينيا ويوغندا وأثيوبيا. ويقول وزير الدولة بوزاراة الخارجية عبيد الله محمد عبيد الله إنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الموضوع الأساسي، لكن العلاقات السودانية الفلسطينة علاقات متنية، مشيراً إلى أنها تأخذ في الاعتبار تحركات الجانب الإسرئيلي ومحاولات الالتفاق على القضية الفلسطينية وقضية تسخير بعض دول الطوق ودول الجوار لخدمة الأغراض الإسرئيلية. التصدى للمخطط الإسرئيلي في المنطقة ورغم التحركات الإسرئيلية في الإقليم الأفريقي إلا أن السودان يعي جيداً مثل هذه المخططات كما يعي بطبيعة الحال أن المطلوب هو وجود تنسيق قوي ومحكم بين الدولتين والشعبين للحيلولة دون وصول إسرائيل لتحقيق أهدافها بعد زيارة الرئيس نتنياهو الأخيرة للمجموعة بعض دول شرق أفريقيا لاسيما دول منابع النيل على وجه التحديد، ويقول عبيد الله مؤكد أن الطرفين يعيان جيداً مرامي هذه الزيارة والأهداف من ورائها وبالتالي بمقدور الدولتين التصدي عن طريق التنسيق المشترك والدفاع عن دولة فلسطين وحقوقها التي لابد من إقامتها وعاصمتها القدس الشرقية. نتنياهو وأبو مازن كغريمين سياسيين فإن التنافس السياسي الذا ابتدرته إسرئيل في المنطقة كان لابد أن يقابله رد فعل سياسي من حكومة فلسطين، يرى مراقب في الشأن الفلسطيني أن زيارة أبومازن تعتبر المحرك الرئيسي ولم يستبعد أن يقوم بجولة في عدد من الدول الأفريقية، لاسيما أن علاقات فلسطين بعدد من الدول الإسلامية والعربية ودول الضمير الإنساني تربطها علاقات قوية والسودان كذلك تربطه علاقات متينة و قوية تأخذ المباحثات الثنائية بين الرئيسين ووفديهما في الاعتبار تحركات الجانب الإسرئيلي ومحاولات الالتفاق على القضية الفلسطينية وقضية تسخير بعض دول الطوق ودول الجوار لخدمة الأغراض الإسرائيلية. استقبال وترحيب الرئيس البشير استقبل نظيره أبومازن والوفد المرافق له الذي ضم كبار المسؤولين على رأسهم زير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي ومسؤول الشؤون الأمنية ومستشار الرئيس الخاص وعدد من المسؤولين بترحاب شديد، وأكد عبيد الله أن العلاقات السودانية الفلسطينية علاقات تاريخية ضاربة الجذور فقد ظل السودان كما هو معلوم ثابتاً في موقفه من القضية الفلسيطينة باعتبارها المركزية وقضية العرب والمسلمين الأولى يدافع عنها في كافة المحافل الإقليمية والدولية حيثما كانت ولا تزال حتى الآن هي القضية الحية، فهي قضية الشعوب العربية و المسلمة والمستضعفة، لهذه الزيارة خصوصية ودلالات ومغازي كبيرة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة العربية وتعقيدات تمر بها أمنياً وسياسياً. هنالك مباحثات تجري بين الوفدين السوداني برئاسة الرئيس البشير وأبومازن ووفده المرافق له ستتطرق للقضايا محل الاهتمام المشترك بين البلدين، وهنالك تفاهمات ومذكرات تفاهم سيتم التوقيع عليها والنظر فيها في الإطارالرسمي بين فلسطين والسودان. القضية الفلسطينة في نواكشوط وستظل القضية الفلسطينية هي القضية الحاضرة في أجندة القمة العربية المتوقعة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، فيرى مسؤول في الشأن العربي أن زيارة ابومازن للتنسيق الثنائي بين السودان وفلسطين قبل انعقاد القمة العربية نهاية الشهر الجاري، وعبر عبيد الله عن أمنيته أن يصل الطرفان في المباحثات الثنائية إلى تفهمات تؤدي إلى دفع العلاقات الثنائية بين السودان وفلسطين. سفارة لفلسطينبالخرطوم: ومن المتوقع أن يفتتح أبومازن اليوم مبنى السفارة الفلسطينيةبالخرطوم بحضور وزراء خارجية البلدين والجالية التي يبلغ عددها نحو 10 آلاف فلسطينيبالخرطوم، ويقول أحد أفراد الجالية لآخرلحظة إنه قدم للسودان من مدينة غزة مشيداً بموقفه تجاه القضية الفلسطينية، وقال إنه جاء للمرة الثالثة لاستقبال أبو مازن. يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني الذي وصل الخرطوم بطائرة خاصة اُستقبل استقبالاً رسمياً بحضور عدد من المسؤولين والوزراء بالدولة.