ü باغتت الأسر الفقيرة- من غير الأثرياء الذين لا يشكون قلة المال ولا يشعرون بأنين الجوعى والمسحوقين- بأغتتهم أسعار السلع الضرورية بالارتفاع الجنوني.. اللحوم الحمراء أصبحت للقادرين على الدفع بغير حساب فقط.. اللحوم البيضاء التي وعدنا وزير الزراعة د. عبدالحليم المتعافي بجعلها غذاء للفقراء والمساكين من خلال تطوير مزارع الدواجن والأسماك.. ولكن آه من حديث يطلق في الهواء ولا جهة تراقب أو تحاسب. ü اللحوم بيضاء أو حمراء لا تعني شيئاً، وليس باللحوم وحدها يحيا الإنسان ويعيش.. والسيد وزير المالية يقول (نعمل شنو) والشعب السوداني المسكين تباغته أسعار السكر بالارتفاع الجنوني، وجوال السكر يبلغ سعره (175) جنيهاً، ولم يجد تجار القطاعي في الأحياء السكنية بولاية الخرطوم- وليس ولاية غرب دارفور- غير تعديل سعر رطل السكر إلى جنيه وسبعين قرشاً، وحاجة آمنة التي تصلي الصبح وتحمل مسبحتها البيضاء وتذهب للطابونة من أجل خمس رغيفات (لحشوة) الطلاب.. تفاجأت بأن الخبز تناقص حجمه وعدده من خمسة رغيفات بجنيه إلى أربعة رغيفات بجنيه، ووقفت حاجة آمنة التي تعول أسرتها من معاش المرحوم وصناعة الكسرة، أمام صاحب المخبز وهي تقول «ياربي تفزعنا ولا تجدعنا». ü أسعار الدولار في الارتفاع.. السيخ والحديد والأسمنت والبطيخ والفول والعدس والطعمية والصابون، والثابت الوحيد هو راتب موظفي الدولة والقطاع الخاص ومخصصات الدستوريين، وكل شيء قابل للتغير حتى خارطة السودان القديم في حاجة لتعديل بعد بضعة أيام من الآن، ولا جهة حكومية واحدة تتحمل المسؤولية.. فالأسعار التي تصاعدت وسحقت الناس، وبطش السوق بالفقراء والمساكين لا تردعه إلا سياسات اقتصادية (رحيمة) بالشعب الذي ضحى بروحه وفلذات أكباده لحماية الأرض والعرض والشعب الذي صبر على الفترة الانتقالية ومنح البشير كل ما يملك من أصوات ومساندة وأعلن التضحية والفداء من أجل عزة هذا الوطن ورموزه.. ولكن لماذا يكافأ هذا الشعب بالسياسات الجائرة والضرائب الغليظة، ورَفْع الدولة يدها عن شعبها تماماً، وجَعْل حتى ديوان الزكاة في خدمة الحكومة لا خدمة الشعب الفقير الذي طحنه الغلاء وهو يواجه حقبة مابعد الانفصال المرتقب لجنوب السودان ونقصان إيرادات البترول التي يذهب 70% منها لدولة الجنوب وما تبقى لإكمال المشروعات الأسمنتية التي أنفقت فيها الدولة كل عائدات النفط ولم تدخر دولاراً واحداً لمثل هذه السنة الكبيسة من حيث ارتفاع الأسعار ونقص الموارد والثمرات وضياع الأنفس العزيزة، وولاة أمرنا ممن (اؤتمنوا) على فلذات الأكباد يمارسون الصمت الجميل النبيل!!