يربط الشارع العادي بين هذا العدد السبعين للوزراء ووزراء الدولة وهذا الغلاء «الفاحش» «قولاً وفعلاً» والذي ضرب الأسواق بليل وأحدث هذا الارتفاع التصاعدي والمجنون في كل السلع المحلي منها والمستورد الاستهلاكي واليومي حتى «المربة» التي تنتظرها عيون الأطفال الفقراء في ساندوتشاتهم الصغيرة ارتفع سعرها وتعززت وأصبحت العليبة الصغيرة ب 6 جنيهات الأمر الذي يجعل المرء يتساءل أي تجارة هذه وأي أخلاق وهي تنتزع اللقمة الحلوة من أفواه التلاميذ الصغار، لماذا يربطون بين بداية العام الدراسي وارتفاع أسعار «المربى والجبنة» والدفاتر والأقلام والمساطر والأساتيك والبرايات..! نعم الشارع العادي يربط بين هذه الوزارة الضخمة وهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار مع أن المقارنة غير واردة ولكنّهم ماذا يفعلون وهل تركت لهم فوضى الأسعار أية فرصة أو مساحة للتفكير الهاديء والسليم. ü أمس قال ل(آخر لحظة) السيد علي الريح السنهوري أمين البعث بالسودان بأن الرأسمالية الطفيلية هي المسؤولة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية خاصة السكر ونحن نتّفق معه في جزئية ونختلف معه في جزئيات أخرى فالرجل طالب «بإنقلاب» على سياسات التحرير الاقتصادي والقصة ليست سياسة التحرير وقطعاً لا يمكن العودة لسياسة الاحتكار البائسة وبطاقات التموين وعصر دكاكين التعاون بأيامها الكالحة السوداء ولكن سياسة التحرير لا تعني ترك الحبل على الغارب ولا تعني انسحاب الرقيب تماماً إذن ما فائدة هذه الحكومة السبعينية بكل هذه المخصصات والبدلات التي يدفعها دافع الضرائب المسكين. المطلوب من وزير المالية دعوة القطاع الاقتصادي ومعهم وزير الداخلية لينظروا لهذا الملف الذي يهدد الجبهة الداخلية ويبحثوا في أنسب الطرق والآليات لإعادة الأمور إلى نصابها وتقديم دراسة سريعة حول أسباب هذا الارتفاع في الأسعار هل هو مقصود بذاته أم أن هناك سياسات وأموراً موضوعية هي وراء هذا الغلاء، على القطاع الاقتصادي في مجلس الوزراء إيلاء هذا الأمر أكبر قدر من الأهمية وأن يصبح هذا الملف الأول من بين الملفات التي يزدحم بها رأس هذه الحكومة. نعم يجب معرفة أسباب هذه النيران والتي هي قطعاً ليست صديقة ولكنها نيران الأعداء التي تستهدف إيذاء هذا الوطن في لحمه «الحي»