٭ ضجت قاعة بحاضرة شمال كردفان ، مدينة الأبيض ظهر أمس بضحك وتصفيق مدوي من الحضور، عندما كان نائب رئيس الجمهورية، حسبو محمد عبد الرحمن يتغزل في ولاية النفير، وقد سكت برهة وقال (الكردافة الناس الكريمين وقيافة). ٭ كان حسبو قد شهد احتفالات البلاد باليوم الوطني للتطوع والذي يحتفل به السودان على مدى عشرة أعوام متواصلة، بواسطة مفوضية العون الإنساني ومظلتها الواسعة وزارة الرعاية، ولعل احتفال هذا العام جاء مختلفاً عن سابقاته، شكلاً ومضموناً. ٭ تقام المناسبة السنوية والتي قال مفوض العون الإنساني أحمد محمد آدم إنها تهدف لإحياء القيم السودانية الراسخة، تكافلاً وتراحماً بأخذ اشكال النفير والفزع وإكرام الضيف في ولاية النفير، وفي ذلك رسالة لكل الولايات بأن تحذو حذو شمال كردفان في رفع همة الناس وجعل الجميع يشارك في النفير والفزع طوعاً. ٭ جعلت مفوضية العون الإنساني من المناسبة حدثاً كبيراً وأحدثت حراكاً بمدينة الأبيض على مدى يومين، بتشريف نائب الرئيس والذي يملك خبرة ودربة في العمل الإنساني والطوعي من خلال تقلده لمنصب مفوض العون الإنساني لسنوات طويلة ويدرك أهميته ودوره وقد شكر أهل كردفان لتسابقهم للتطوع. ٭ تجئ المناسبة والبلاد ، قطعت خطوات في إرساء السياسة القومية في تطوين العمل الطوعي، وخلق شراكات مع المنظمات الأجنبية، لا تكون خصماً على نظيرتها الوطنية. والأهم من ذلك أن نصيب المنظمات الوطنية هذا العام أكبر من الأجنبية مما يعزز الثقة في العمل الإنساني والإغاثي بالبلاد. ٭ كما أن المفوضية استغلت اليوم الوطني بشكل كبير من خلال إقامة ملتقى المفوضيات الولائية والذي خرج بحزمة توصيات تدفع بالعمل الطوعي قدماً. وكانت المناسبة يوماً لشكر للمنظمات وحث المجتمع على المضي قدماً في العمل الطوعي كما قال وزير الدولة بالرعاية إبراهيم آدم والذي بدّد مخاوفاً ظلت مسيطرة على الكثيرين والخاصة بقفل الطريق أمام المنظمات الأجنبية. ٭ الوزير أعلن ترحيب الحكومة بأي عمل أجنبي شريطة أن يتم عبر المؤسسات الوطنية، كما أن المشاركة الكبيرة في الاحتفالية، لمنظمات الأممالمتحدة، بجانب المنظمات من الدول الصديقة مثل قطر والسعودية وغيرها تأكيد على أن السودان منفتح على الخارج، ولكن وفق رؤية وطنية. ٭ كان لافتاً المشاركة الفاعلة في الحدث، للجامعة العربية والتي مثلها مدير إدارة التعاون العربي والأفريقي بالجامعة السفير زيد الصبان، وللمعلومية هو يكاد يكون خبيراً في الشأن السوداني وقد شهد مفاوضات أبوجا. ٭ وقد امتدح الصبان في كلمته السودان بما يستحق وهو يقول إن روحاً وثابة للسودانيين تظهر وقت الشدة، وفي تقديري أن خير مثال لحديث الضيف هي الطرفة التي تروى عن سؤال (الخواجة) (مستغرباً) لسوداني عن كيفية تدبيره لأموره، وقد أجابه بأن الله كريم، وفي هذا تسخير للناس بعضهم لبعض. ٭ قيم التطوع والخير والتكافل مغروسة في نفوس السودانيين وبشكل كبير، لكن المهم زيادة وتيرة الانفعال بالتطوع، وما تخصيص يوم وطني للاحتفال بالتطوع إلا فرصة ثمينة لاستثمارها.