حرصت قيادات نداء السودان التي عادت من باريس مؤخراً عقب الاجتماعات التي استمرت لثلاثة أيام على عقد مؤتمر صحفي حول ما تم في تلك الاجتماعات، أن يبدأ في الموعد المحدد له الواحدة ظهر أمس، وإن كان قد تأخر دقائق معدودات على ما كان يتم في مؤتمرات سابقة تتأخر أحيانا قرابة الساعة، جلس على المنصة كل من دكتورة مريم الصادق نائب رئيس حزب الأمة، والمهندس عمر الدقير رئيس المؤتمر السوداني ومحمد الفاروق ممثل قوى الإجماع الوطني بالداخل، إلى جانب جليلة جميس ممثلة منظمات المجتمع المدني في نداء السودان، الاهتمام الإعلامي بالمؤتمر كان كبيراً، خاصة من القنوات الفضائية العالمية والصحف المحلية، بجانب حضور ممثلين للإدراة السياسية بالسفارة البريطانية، وقيادات قوى نداء السودان أغلبهم من حزب الأمة على رأسهم سارة نقد الله . تبدل المواقف اجتماع باريس الأخير الذي انقلبت فيه مواقف قوى نداء السودان 180 درجة، وقلب الطاولة على بعض من مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني على رأسهم الحزب الشيوعي، وكانت مفاجأة للساحة السياسية في البلاد، بعد أن أكد حدوث مستجدات ايجابية ربما تدفعهم للتوقيع على خارطة الطريق في اجتماع يدعوهم له رئيس الآلية الإفريقية ثامبو أمبيكي في جوهانسبرج أو أديس أبابا، إلا أن المراقب للأحداث يجد أن الخطوة متوقعة من قبل هذا الكيان، إذ أن بعض المراقبين يرون أنها جاءت نتيجة لضغوطات المجتمع الدولي على المعارضة التي أقرت بها مريم الصادق، ولكنها وخلال مؤتمر أمس قالت بملء فيها (نعم سنوقع على خارطة الطريق، لأن التوقيع يدخلنا في مرحلة صحيحة، ونحن لم نرفضه من مارس الماضي إلا لأن شروطه لم تكن واضحة في فقرته الثالثة). في الوقت ذاته أكد عمر الدقير أن الآلية الإفريقية استجابت لمذكرة التفاهم التي قدمتها قوى نداء السودان في اجتماع باريس، موضحاً أنها بعثت بخطاب لرئيس حزب الأمة الصادق المهدي، تؤكد من خلاله أن ماطرحناه حول خارطة الطريق إيجابي والمطالب موضوعية يمكن ان تتم مناقشتها في الاجتماع التحضيري الذي كانت ترفضه الحكومة، كاشفاً عن إنها استصدرت خطاباً من الحكومة ممهوراً بتوقيع مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود، يؤكد فيه التزام الآلية بكل ماتتوصل إليه (7+7) مع قوى نداء السودان في الاجتماع التحضيري، الذي سيعقد في أديس أبابا، وأشار الدقير إلى أن أمبيكي بعث بأحد مساعديه لباريس، أكد ماذكرناه وأبدى رغبة للقائنا في الأيام القادمة بأديس أبابا أو جوهانسبيرج، وقدمنا لهم خطاباً أكدنا فيه نفس المطالب في خارطة الطريق وفي انتظار تحديد موعد اللقاء. * ضمانات وحول ضمانات استجابة الحكومة لمطالبهم التي قدموها لأمبيكي وثقتهم فيه كرئيس للآلية بعد اتهامه في وقت سابق بالانحياز للحكومة، قالت مريم إن الضمان ثقتنا في أنفسنا وقدرتنا على تصحيح المسار حال لم يلتزم المؤتمر الوطني بالاتفاق، وأكدت أن علاقة المعارضة بالمجتمع الدولي تختلف عن علاقته بالمؤتمر الوطني الذي يتعامل معها بسياسة الجذرة والعصا. وبالرغم مما توحي به الأجواء بأنها تصالحية إلا أن مريم شنت هجوماً على الوطني واتهمته بالفشل في سياساته الاقتصادية والسياسية، مما دفعه لقبول الحوار، وأشارت إلى رضوخ الوطني بقبوله بدء الحوار باللقاء التحضيري في أديس أبابا بحضور جميع القوى السياسية. خطاب الإمام تلت مريم أثناء المؤتمر الصحفي خطاباً بعث به والدها الذي أشادت به، وردت إليه الفضل في تجاوز الخلافات بين مكونات نداء السودان، من خلال حكمته التي مكنتهم من تجاوز تلك الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية، وأكد الصادق في خطابه أن اللقاء التحضيري المزمع عقده ليس امتداداً لحوار قاعة الصداقة، بل هو حوار مستقل، وقال سوف يكون شاملاً، وسنحدد من يمثل وفدنا في الحوار مع الطرف الآخر لمناقشة قضايا وقف إطلاق النار وايصال المساعدات وأي موضوعات نريد بحثها، وإعلان ذلك على الملأ، حتى نتمكن من التوقيع على خارطة الطريق، وقال المهدي (الغلاة أوهموا السهاة أن مجرد التوقيع على خارطة الطريق تهاون في المصلحة الوطنية) وأضاف أنه لا يعترض على النهج المحكم، إلا أحد ثلاث غلاه لايدركون الواقع الداخلي أو الاقليمي أو الدولي أو عميان يستقلهم أخرون أو أداة لجهة امنية تريد أن يواصل النظام في طغيانه بمباركة إفريقية ودولية، وهدد المهدي بالانتفاضة إذا بلغ التراكم حده، مشترطاً أن يحقق الحوار مقاصده التي هي أحسن قوى الإجماع الدقيرصوب سهام نقده وهجومه لقوى تحالف الإجماع الرافضة للموقف الأخير، ووصف مواقفها بالشاذة والمربكة تجاه نداء السودان، واتهمها بتعطيل العمل الجماهيري، وقال ظل العمل معطلاً طوال عام ونصف، ودعاها للخروج به من الاجتماعات والغرف المغلقة . وكانت قوى نداء السودان قد أعادت هيكلتها في اجتماع باريس الأخير، واختارت لها مكتبا قيادياً من عشرين شخصية، واتفقت على أن تكون القيادة دورية لم تحدد فترتها، وتركت الخطوة للجنة تضع لائحة عمل لمكتبيها القيادي والتنفيذي، قدمت مبرراتها للرأي العام لتغيير مواقفها، وهي في انتظار دعوة أمبيكي للتوقيع على الخارطة .