*كان من اللافت للنظر إحالة نقابة الأطباء المصرية مجموعة من الأطباء الذين قاموا بالترويج لجهاز لعلاج التهاب الكبد الوبائي، إلى هيئة التأديب، وكان قد اُعلن قبل عامين عن جهاز جديد عرف إعلامياً بجهاز (الكفتة)، وجاء فى المبررات أنه أدى إلى الإضرار بملايين المواطنين الذين راودهم الأمل في العلاج عن طريق الجهاز الذي لم تكتمل تجاربه العلمية . * ومثلما حدثتنا الدكتورة نازك يوسف أبوزيد عن اختيار يوم 28 من يوليو من كل عام من قبل الأممالمتحدة بأن يكون يوماً للتعريف بإلتهاب الكبد الوبائي، ولأهمية الكبد جرت على ألسنتنا مقولات - أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض - كناية عن أهميتهم وحبنا لهم، ونقول لمن يقطع له المسافات ممن عظم شأنه إنه تضرب إليه أكباد الإبل، كناية عن المجهود. *لكن الملاحظ قلة معرفتنا بهذا المرض الخطير رغم انتشاره في بعض الدول التي تحيط بنا، ومن المعلوم أن الكبد من أهم أعضاء الإنسان تخليصاً له من السموم وتصنيعاً للبروتينات اللازمة للترميم والمناعة، وأعداء الكبد هم الفيروسات والبكتيريا وفطر الأفلاتوكسين المرتبط بالتخزين السيئ للفول السوداني والخمور والمواد الكيميائية، والمخيف أن تناول أكثر من 6 حبات بنادول قد يؤدي إلى فشل حاد للكبد . *وتنقسم فيروسات التهاب الكبد الوبائي إلى نوعين، النوع (أ) وهو أكثر شيوعاً وأقل ضرراً وهو ينتقل عن طريق الذباب والأكل الملوث ولا يؤدي إلى تليف الكبد، والقسم الأخطر فيروس (ب وج) وهما المتسببان الرئيسيان في تليف وسرطان الكبد، وتنتقل العدوى كما تنقل في مرض الإيدز عبر سوائل الجسم المختلفة من دم أو لعاب أو سائل منوي، وفيروس (ب) ينتقل من الأم إلى جنينها، لكن من ألطاف الله أن هناك تطعيماً يقي الناس من الإصابة به إن ابتعدوا عن أسباب الانتقال، وهذا التطعيم من المتوجب أن يكون ضمن التطعيمات الأساسية للمواليد، والجدير بالذكر أن التطعيم ليس للأطفال فقط ،بل هو متاح للبالغين ولكن ضمن المراكز الخاصة. *و في انتظار إستراتيجية سودانية نتمنى مطالبة القادمين للسودان من الدول ذات الإصابة المرتفعة بالمرض، إبراز شهادة خلو من المرض، مثلما يُطلب من الذاهبين للسعودية إحضار شهادة خلو من الإيدز والكبد الوبائي، ومثلما يطلب منا فى مصر وماليزيا كروت تطعيم الحمى الصفراء، كما يجب توفير التطعيم مجاناً للبالغين وخصوصاً العاملين فى الحقل الطبي الجراحي وأيضاً النساء لكثرة عمليات الولادة، ويمكن عبر شراكات مع منظمات تمويل اللقحات العالمية، توفير لقاحات تطعيم لكل السودان مثلما حدث في استجلاب لقاح السحائي قبل زمن قريب، كما يجب الانتباه في العمليات الجراحية الصغيرة وعلاج الأسنان وصوالين الحلاقة، ففي كل ما سبق يمكن أن يسبقك شخص مصاب وتتلوث الأدوات المستخدمة ولا يتم تعقيمها بالمستوى المطلوب، فنصبح عرضة لانتقال المرض.