أحد البركة : في الأحد الثالث من شهر أبيب القبطي والذي يقابل شهر يوليو ، تحيا الكنيسة في أحد البركة حيث يكون الأنجيل من (لوقا 9-17:10)، والذي يذكر معجزة الخمسة خبزات والسمكتين، وقد ذكرت هذه المعجزه في الأناجيل الأربعة، وقد بدأت المعجزه بطريقة تدعو إلي التأمل، فلقد إجتمع الآلاف حول يسوع، خمسة آلاف ماعدا النساء والأولاد، وتحنن يسوع على الجموع، وطلب من التلاميذ أن يجهزوا له وجبة طعام، ولكن ثمن هذه الوجبة كان باهظاً، لأن مئتي دينار لا تكفيهم خبزاً ، وهم لم يكن في حوزتهم سوى خمس خبزات وسمكتين مع صبي صغير، لكن أين هذه الكمية القليلة من هذا التجمع الكبير، ولقد مال النهار، والموضع خلاء، وليس هناك أمكانات لشراء الطعام لا في موقع التجمع، ولافي المواقع المجاورة، ولكن السيد المسيح طلب من التلاميذ تنظيم الجموع في فرق، وكل فرقة خمسون شخصاً، وأتكأ الجميع، والكل في دهشة يتوقعون وينتظرون، وأخذ يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء، وباركهن ثم كسًر وأعطى التلاميذ ليقدموا للجميع، فأكلو وشبعوا جميعاً، ومن ثم رُفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتي عشرة قفة. معجزات البركة : وليست هذه هي المعجزة الوحيدة للبركة، هناك معجزة أخرى صنعها يسوع وهي معجزة السبع خبزات ووصغار السمك، والتي أشبعت العدد الموجود وهم أربعة آلاف، أكلوا وشبعوا وفضل عنهم سبعة سلال (متى 15-28:21)،(مرقس 8-9:1). وفي العهد القديم نذكر: 1 كوار الدقيق الذي لم يفرغ ، وكوز الزيت الذي لم ينقص، وكان هذا عند أرملة صدفة صيدا، والبركة كانت بواسطة إيليا النبي الذي أدخل المرأة في أختبار أن تصنع له كعكة أولا (ملوك الأول17-16:8) . / 2 معجزة البركة التي صنعها أليشع مع أمرأة من نساء الأنبياء ثقلت عليها الديون وتعرضت للتضحية بأثنين من أبنائها يباعان عبيداً للوفاء بالدين، ولم تكن تملك في بيتها سوى دهنة زيت، أمرها أليشع أن تعد العديد من الأوعية، وكانت تصب فيها من دهنة الزيت، ثم باعت الزيت وأوفت الدين، وعاشت هي والأولاد بما تبقى (ملوك الثانى4-7:1). /3 وبارك أليشع ثانية في عشرين رغيفاً أكل منها مائة رجل وفضل عنهم (ملوك الثانى 4-43:42). لا تحرمنا: ونحن نصلى إلى الله أن لا يحرمنا من البركة، ويبارك في بيوتنا، الزوجة والأولاد، وفي حياتنا، وفي دخولنا ومداخلنا، وخروجنا ومخارجنا، وفي كل عمل تمتد إليه أيدينا، وبركة الرب هي تغني ولا يزيد معها تعب (أمثال 22:10)، وإذا كانت البركة هي الزيادة والتكاثر، واذا كانت البركة هي التقديس والتخصيص فإننا نطلب هذه وتلك، ومن يحترم البركة يحصل عليها، ولأن عيسو كان مستبيحاً لم تبقى له بركة (تكوين 36:27)، ولأن أبراهيم كان باراً قال له الله وتكون مباركاً، وأعظم أسمك وتكون بركة (تكوين 2:12). ونحن ما دمنا على قيد الحياة سوف نستقبل من الله بركات وبركات، ونحن أيضاً سوف نبارك الرب ساجدين له حمداً وشكراً ، وسوف تتحقق أمانينا بالبركة مثل بركة لابان وبتوئيل لأختهما رفقة، فلقد باركوا رفقة وقالوا لها أنت أختنا، صيرى ألوف ربوات (تكوين 60:24)، وسوف يبارك الأب ابنه مثلما بارك أسحق يعقوب. أن خدمة الكهنوت منذ هارون الكاهن وحتى كهنوت العهد الجديد هي خدمة البركة، والذي يبارك هو بلاعيب، حيث كان كل من عنده عيب جسماني لا ينضم لسلك الكهنوت . والبركة التي يمنحها الكاهن هو نفسه مزود بها من الله ، ومجرد نطقه بكلمات البركة تحدث البركة، والبركة إمتياز يخص به الله الإنسان الذي عاش يحترم بركات الله ويقدسها فاهماً البركة، والبركة الرسولية تعلن بركات الثالوث المقدس، محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وعطية الروح القدس وقد وردت عبارة كأس البركة مرة واحدة، وهذا أحد تعبيرات فيلسوف المسيحية بولس ، (كورنثوس الأولي 16:10)، وقد كان اليهود عندما يجتمعون للصلاة معاً يبدأون بصلاة شكر على كأس من الخمر يطلقون عليها كأس البركة. وعند العودة إلى معجزة الخمس خبزات والسمكتين، نرى كيف أشترط السيد المسيح ترتيب الناس وتنظيم جلستهم، والنظام هو الطقس، والطقس كترتيب لازم جداً للحصول على البركة، كما أن البركة تحدث عندما نعطي ما عندنا حتى ولو كان شيئاً يسيراً، ونتمتع بالبركة عندما نصلي على ما عندنا، والبركة ليست ضد الحسابات، ولكن لها حسابات أخرى، ومن حقنا أن نسأل ماذا أعطت أرملة صرفة صيدا ؟ وماذا أخذت؟ وعندما نعطي العشور من دخولنا صغرت أو كبرت نحصل على بركة من السماء لا توسع حيث نفتح لنا كوى السموات ونمتلئ حتى نقول كفانا. صلوا أحبائي حتى يكون كل واحد فينا بركة تنمو وتزداد، ويكون الواحد فينا بالبركة ألفاً، وبالبركة قوة تعطي فتزداد، لأن 9 أعشار +بركه الله تساوي أكثر من الواحد الصحيح، ويارب لا تحرمنا من البركة أمين. البروفيسور دكتور القمص.