هذه الأيام هناك موضة العكننة والقرفة (البدون سبب) لدى الشباب.. فورة بتشبه فورة لبن (بكري ود النمير) في ثواني يصل لقمة الإناء ثم يهبط مرة أخرى إلى القاع تدريجياً محدثاً (رغوة بيضا) بعد اكتمال حالة الفوران على ناره التي أججت محتوياته.. فالشباب أغلبهم إن لم يكن جلهم.. يتأففون من أوضاعهم التي راحت هباء منثوراً ما بين أحلامهم الضائعة خلف الكيبوردات وانتظار (عصا سليمان وخاتم المنى) والعمر يمضي ويسرق الزمن أجمل أيام عمرهم على محطة انتظار المصير المجهول.. ركود وخمول وكسل لدى الكثيرين من شبابنا.. ونحن نعلم أن معدلات البطالة سجلت أعلى أرقامها عندنا وتوجد قلة في التوظيف على الرغم من لفظ الجامعات لملايين الطلاب الخريجين سنوياً.. إلا أن مشكلة البطالة تؤرق مضاجعهم وأسرهم (إلا من بعض التخصصات سريعة المردود كالطب والصيدلة وما شابه ذلك على الرغم من تدني الأجور إلا أنها تصبح رمقاً يسد الحنك) في ظل انعدام التوظيف.. لماذا لا يبتكر شبابنا لأنفسهم طرقاً لإعادة تدوير عقولهم التي أصيبت بالتجمد بفعل الانتظار.. لماذا لا يفكرون وهم العقول الخصبة وأصل جذوة التفكير.. في استصلاح أراضٍ بور وبيع المحصول والاستفادة من العائد في مشاريع أخرى، أو أن يشرعوا في مشاريع عبر التمويل الأصغر لإنشاء مصانع حسب تخصصاتهم أو التبرع بالتدريس والرضا بالقليل في الخلاوى والأنديه بالأحياء. أشياء كثيرة يستطيع أن يفعلها الشباب (الفاير) دون فائدة ومع حاجتهم الدائمة لمصاريفهم الشخصية من (قشرات للجنس الآخر) وامتلاك أحدث (الموبايلات لزوم الجنصصة)، إلا أنهم يتقززون من تلك الوظائف باعتبار أنها مهن هامشية لا ترقى لمستواهم الجامعي.. تجد أغلبهم يجلسون في الطرقات (تحت ضل عمود الكهرباء).. لا همّ لهم سوى المعاكسات وإضاعة الوقت (بحجة قلة الحيلة) إن تجرأت وسألت أحدهم (يسمعك جدول 14 في عقوق الوطن وعدم التزامه بواجباته كفرد في ماعون هذا الوطن الذي ضاق بما رحب) وأنه لم يجد وظيفة وبفكر يسافر بره.. الخ. صحيح أن الأرواح بلقت التراقي من الفقر.. إلا أن الشباب بوسعهم تغيير واقعنا إلى أفضل بفضل مجهوداتهم البدنية والفكرية وعدم انتظار غيرنا ليفعل ما يجب علينا فعله.. الشباب هم دعائم النجاح وركائز الأمل نحو الغد المشرق.. يجب عليهم تغيير نظرتهم السالبة إلى إيجابية نحو الوطن ومد يد العون في كافة المجالات كنظافة الأحياء وحفر المجاري للأمطار و... و... قد يقول قائل هذه مهمة الحكومة عبر محلياتها.. أقول لهم إن أردنا مجتمعاً راقٍ بسلوكه ومظهره يجب أن نتضافر جميعاً.. (بدل سهر الليالي في التليفونات) التي دائماً تضر ولا تنفع.. (وجعل النهار لباساً بدلاً عن معاش).. وجب علينا أن نجتمع على كلمة سواء لإحياء شعيرة الوطن الذي أصيب بداء (المرض والجهل والفقر) ثالوث الدمار لكل وطن.. نعم شبابنا الذي يقبع خلف قضبان الأماني جاهل وإن تعلم.. وشبابنا الذي ينتظر غيره ليخطط لمستقبله فقير وإن جلس على أموال قارون جبالاً.. وشبابنا الذي يتعاطى الحبوب المخدرة (مثل الخرشة التي صارت كالبندول عند معظم الشباب بحجة القفز على المواجع).. مريض وإن عوفي من جميع الآفات.. ولنعد حفظ نشيد علمنا الذي يرفرف ألماً ووجعاً.. لنردد نحن جند الله.. جند الوطن وننزلها فعلاً لا قولاً.. وحباً ليس كرهاً.. وواجباً ليس قهراً.. حينها سننافس كثيراً من الشعوب وسنفتح أبواباً للتوظيف كل حسب حاجته. يا وطني تلقاها من منوووو..