أفلحت اللجنة المنظمة لفعاليات أسبوع الصداقة السودانية الصينية في أن تكون الساحة الخضراء هي المكان المناسب لقيام الاحتفالات. إذ ماعادت القاعات الضيقه تتسع وترمز إلى ضخامة العلاقات بين البلدين وما وصلت إليه من متانه وشراكات تعتبر الأنموذج في التعاون وتبادل المصالح والعلاقات الإستراتيجية. أهم مايميز العلاقات السودانية الصينية أنها ظلت تزدهر وتثمر في كل يوم وعلى مر العقود وتتجذر شعبياً، فالارتباط الوجداني قائم بين البلدين منذ أن هزم جيش المهدية الإنجليز وقتلوا في القصر الجمهوري الحالي غردون باشا. وكان غردون قبلها قد قتل الآلاف من أبناء الشعب الصيني أيام الاستعمار البغيض . ثمرات التعاون بين السودان والصين قائمة مثل الشمس في رابعة النهار، فكانت قاعة الصداقه الصرح الكبير وبيت السودان العامر الذي استضاف القمم والمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية والطرق القومية والكباري،استخراج النفط وإنشاء المؤسسات الصحية مثل المستشفى الصيني بأم درمان ومستشفى أبوعشر بالجزيرة وشأن آي وغيرها. وتبادل الخبرات وتوقيع البروتوكولات والمنشآت في مجال الكهرباء والسدود. وهناك الكثير الذي ينتظر أن يرى النور في مشروعات عملاقه وإستراتيجية في إنتاج السكر ومطار الخرطوم ومجال التعدين وغيرها. إن الشراكه التي تحقق مصالح الشعوب ما كان لها أن تتحقق لولا صدق النوايا والعزائم والرغبة في التعاون علي أسس سليمة بعيداً عن تقلبات السياسة ومنعرجاتها. إن الاحتفالات التي التئمت بالساحة الخضراء تعبر بحق عن ما وصلت إليه العلاقات من إخضرار وعمق شعبي ملموس وثبات، كشارع الأسفلت الذي يشق خضرة وميادين الساحه الخضراء. .... وأفلحت اللجنة العليا في الإشراف على ملف العلاقات السودانية الصينية ومجلس الصداقه الشعبيه العالميه ووزارة الثقافه الاتحادية ووزارة الشباب والرياضة ولاية الخرطوم والسفارة الصينية بالخرطوم في تحقيق البعد الشعبي للعلاقات، وعليها أن تمهد الطريق إلى آفاق جديدة تستوعب المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية وتبرز حاجة الشعبين السوداني والصيني وتعمل على تحقيق طموحاتهما الكبيرة والمتنوعة. إن الفرصه سانحه لهذه الطموحات بأن تتحقق، فالسودان بثرواته وإمكاناته وموارده المتنوعة والصين بضخامة إمكاناتها وثرواتها وخبراتها المادية والبشرية وما تحتله من مكانة مرموقة في المحيط الدولي يجعل المهمة سهلة وليست عسيرة في أن تكون مسيرة التعاون الأنموذج الذي يحتذى به والأمل المرتجى لشعوب العالم كافة.. الولوج إلى المرحلة الجديدة هو التحدي الذي يجابه البلدين. فالمسؤولية التاريخية تحتم على القائمين على رعاية العلاقات شعبياً ورسمياً وضع الخطط الإستراتيجيه بعيدة المدى وتوظيف الإمكانات وسد الفجوات والاهتمام بالأبعاد الثقافيه وتبادل الخبرات وترسيخ معاني الصداقه والتعاون عبر كافة الأطر الشعبية.