رسالة وداع رقيقة دفعت بها نائب رئيس حزب الأمة المنصورة مريم الصادق المهدي في بريد كل المضافين في حافظة هاتفها وهي تستعد للرحيل إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ..بيان آخر صادر من الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني يعلن عن مغادرة رئيس الحزب عمر الدقير برفقة يحيى الحسين القيادي بحزب البعث السوداني وأحد قيادات حزب التحالف السوداني إلى أديس لحضور اجتماعات قوى (نداء السودان) مع رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي توطئة للتوقيع على خارطة الطريق الأفريقية التي كانت طرحتها الوساطة في أبريل الماضي ووقعت عليها الحكومة ورفضتها المعارضة. تراجع مفاجئ مياه كثيرة جرت تحت جسر رفض المعارضة المغلظ للخارطة التي اعتبرتها ذات القوى بمثابة هبوط ناعم وإلحاق بحوار الوثبة بقاعة الصداقة.ثم تفرق جمع نداء السودان وعاد وفد الداخل وعقد مؤتمراً صحفياً بدار الأمة بأمدرمان أوضح فيه ملابسات عدم التوقيع على الخارطة وبعد شهر من الممانعة التئم اجتماع بين زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي وبين رئيس الآلية ثامبو امبيكي وصل فيه الطرفان إلى تفاهمات، رغم أن مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في الآلية كشفت عن رفض أمبيكي لمقترحات دفع بها المهدي إلى الآلية في ذات الإجتماع بيد أن امبيكي تعرض لضغوط من الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر مبعوثها إلى دولتي السودان وجنوب السودان لقبول المقترحات . ضغوطات على الآلية وكان قد تبع اجتماع المهدي بأمبيكي اجتماع آخر ضم جميع قوى نداء السودان باديس أبابا، حيث دفعت القوى بملحق على الخارطة، لكن الملحق تم رفضه من قبل الوساطة والحكومة في ذات الوقت. وبرر أمبيكي رفضه للملحق بأن بنوده جعلت من الآلية طرفاً في الصراع السوداني. لكن اجتماع باريس الأخير الذي نظمته قوى نداء السودان بحضور مناديب من جهات دولية وإقليمية شكل اختراقاً حقيقياً ونقطة تحول كبير في مواقف قوى نداء السودان بقبولها التوقيع على خارطة الطريق بشروط منها أن يكون الحوار شاملا وتحدد أجندته في المؤتمر التحضيري والاتفاق عقب التوقيع على وقف العدائيات وفتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية. رمال متحركة الشروط التي رهنت بموجبها قوى نداء السودان التوقيع على خارطة الطريق لم تشترط تحقيقها قبل التوقيع أو تضمينها في متن وثيقة الخارطة وإنما حصلت فقط على تعهدات من الآلية الأفريقية بضمان تنفيذها الأمر الذي دفع عدد من القوى السياسية في الداخل إلى التشكيك في قدرة الآلية على ضمان تنفيذ تلك الاشتراطات لكن نداء السودان بدأت مطمئن لموقفها ورهنت المواصلة في عملية الحوار مع الحكومة بتحقيق بالشروع في تحقيق شروطها وهددت بالانسحاب من الحوار متى ما احست بعدم جدية الحكومة. ما يعني أن توقيع المعارضة على خارطة الطريق يقف على رمال متحركة ويمكن أن تتراجع المعارضة عن موقفها في أي وقت. موافقة مبدئية وكان نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علي محمود حسنين تنبأ بالخطوة في حوار سابق أجرته معه الصحيفة، وقال إن المهدي موافق ابتداءً على التوقيع، ولكنه لا يريد ان يوقع منفرداً ويرغب في استصحاب حلفائه في نداء السودان، فيما أكد المحلل السياسي بروفيسور حسن مكي أن توقيع نداء السودان يأتي في إطار تدويل القضية السودانية والضغوط الدولية خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية على قوى نداء السودان، وقال إن أمريكا لديها مصفوفة في السودان تطلب من الحكومة بعض الأشياء مقابل الضغط على المعارضة.