إن تجربة حكم الإسلامين في السودان رغم أنها امتدت لأمد طويل من الزمن بتقدير عمر الفرد، إلا أنها تعتبر بتقدير عمر الأمم في الدنيا تكاد لا تذكر . إن الفكر والأشواق والمباديء والعقيدة والأحلام عند الإسلامين اصطدمت بجدار سميك لاينفذ منه الضوء ،ويسمى بمصطلح الاسلامين الصراع بين الحق والباطل، وهو صراع أزلي قائم إلى قيام الساعة . وضرب عليها حصار أشد من حصار الكفار للمسلمين في شعب بني هاشم في صدر الإسلام الأول، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالقوم هم القوم كأنهم قريش وسلطة عليها دول الجوار آحاداً ومجتمعين، واستهدف القاده بكل وسائل اغتيال الشخصيه والهدم المعنوي، وصاروا يتصيدون الأخطاء وخاصة المحرمة في الدين الإسلامي، وكأنهم العباد الزهاد وهم أصلهم منبع الرذيله والفساد لاقيم لهم ولا أخلاق وعملت الآلة الإعلامية العالمية لتشوية صورة السودان تارة بأنه داعم للإرهاب، وتارة بأنه مهرب للسلام والبشر وأحكمت عليه قبضة الحصار لمنعة من الانتاج الزراعي والصناعي . ومارست دول الهيمنة عليه، العديد من وسائل الضغط والترهيب والترغيب ليركع لغير الخالق، لكنه رفض وعصى واستعصم بالله وصبرالشعب وتوكل على الله، استعانت دول الهيمنة بكل أعداء التوجه الإسلامي في الداخل والخارج من حركات مسلحة وأحزب اليسار والعلمانيين، وهنالك آخرون لا في العير ولا النفير، انتهازيون مندسين في المجتمع مخذلين وساخرين ومتوعديننا بالويل والثبور ويوم أغبر، للقضاء على هذا النظام من الداخل والخارج، لكن بإرادة الله سبحانه وتعالى وشكيمة وعزيمة وقوة أبناء السودان قاوم الإسلاميون كل أنواع الطغيان العسكري والسياسي، مستمدين العبر من تراثنا الإسلامي من مملكة سنار الإسلامية وعلي دينار في غرب السودان وتقلي والعباسية في جبال النوبة والمهدية التي شكلت عمق تاريخ السودان الحديث وكرري وأم دبيكرات، لهذا صمدت قواتنا المسلحة على كل الجبهات وكانت انتصاراتها واضحة وكاسحة ولقنت الأعداء دروساً لن ينسوها أبداً عملت الخطة المرسومة لإسقاط النظام على محاور مختلفة، أولاً استخدموا سلاح ترويج الإشاعة وتضخيم أخطاء القيادات بالدولة بالتصرفات الفردية الخطأ، فيقدح المرجفون في الدولة والنظام بالرغم من أنة تصرف بشري عادي من أجله وضعت القوانين، وفي المحور الاقتصادي حيث مارست دول الهيمنة أقسى أنواع المقاطعة والحصار ومنعت الدول من التعاون مع السودان، مما ترتب عليه تعطل المصانع والسكة حديد والقطارات والطائرات والأسطول البحري والزراعة، رغم كل هذا حققت الدولة العديد من النجاحات في الطرق والاسكان والكهرباء والتعليم العالي، هذه النهضة التي أتت أكلها الآن لأننا استثمرنا وراهنا على عقول أبنائنا بالتعليم، وها هم يشغلون سوق العمل بالدول العربية والإفريقية ودول العالم أجمع ومن أتيحت لهم فرص العمل بالداخل يبذلون الجهد لتقدم البلاد. وفي ظل هذه الظروف الصعبة والقاسية التي عاشها أهل السودان صامدين صابرين ،مؤمنين تاكد لنا أن الحق أبلجز حدثني الدكتور الحاج أدم نائب رئيس الجمهورية الأسبق في نقاش فكري بكل صدق، وقال إن تجربة حكم الإسلاميين في السودان لم تفشل بل واجهن أعتى الرياح، ومازالت تقف شامخة، وأن الأخطاء هنا وهناك من طبيعة البشر ولا بد من المراجعة والمحاسبة، وأبشركم بأن السودان مقبل على مرحلة جديدة ،وهي تقبل العالم له وحاجة العالم له ،لأنه القادر على تحقيق الاستقرار في المنطقة، عكس ما كان يشاع عنه بأنه راع للإرهاب وأن السودان متى مارفع عنه الحصار سوف ينطلق بقوة شعبه الخلاقة لبناء سودان يتوفر فيه أولاً الايمان بالله، ويتحقق فيه العدل والحرية والكرامة لكل مواطنيه وسوف ينعم غير المسلمين بكل الحقوق التي تجعل منهم مواطنين من الدرجة الاولى، وسوف نقدم الإسلام بشكلة الحقيقي كدولة خير تمد أياديها لدول الجوار بالسلام والمحبة ولانتدخل في شؤونهم الداخلية، إن تجربة حكم الأسلاميين أكسبتهم خبرات لا تقيم بثمن في كيفية التعامل البشري المطلق والغير منهي عنه في الإسلام، ولن يظل السودان متقوقعاً حبيس النوع والجنس، فنحن سودانيين من هؤلاء وهؤلاء لساننا عربي مبين ودماؤنا زنجية حارة، ونفخر بذلك ولأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها. تبني الدكتور الحاج آدم فكرة النزول بالنقاش الى القواعد لتصويب التجربة بتجرد، وذلك بإقامة لقاءات صالونية، وسوف يكون اللقاء الأول بمنطقة القادسية بمحلية جبل أولياء في ضيافة الأخ عبدالباقي موسى، وهو عباره عن عصف ذهني يتنادى له أصحاب الرأي بالمناطق،يتحدث فيها عن مآلات الواقع اليوم والأسباب والمعالجات بمبدأ نحن بشر نخطيء ونصيب وأن لارهبانية في الإسلام