تباينت الآراء السياسية بعد التوقيع على خارطة الطريق بأديس أبابا أمس الأول بين مؤيد ومعارض للخطوة، ومن أبرز المعارضين للخطوة رئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين الذي أشار إلى أن التوقيع على الخارطة يعتبر امتداداً للحوار الوطني، واتهم حسنين الجهات الموقعة بانهم كانوا في المنطقة الرمادية وأن الصادق المهدي هو من عمل على إقناع الجبهة الثورية بالانضمام لحوار الوثبة.. "آخر لحظة " أجرت حواراً مطولاً مع حسنين عبر الهاتف حول التوقيع علي الخارطة وخرجت بهذه الحصيلة فإلي مضابط الحوار . حاوره عبر الهاتف :عمر الكباشي * كيف تنظر لتوقيع المعارضة على خارطة الطريق؟ - طبعاً خارطة الطريق لم تأتِ من فراغ إنما هي امتداد لحوار الوثبة الذي أطلقه رئيس الجمهورية المشير البشير ووجه فيه الدعوة لعدد من الأحزاب ومن الذين استجابوا له رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، ولكنه سرعان ما غادر الخرطوم عقب خلافه مع المؤتمر الوطني وانضم للجبهة الثورية. * ولكن الصادق كان من الرافضين للحوار بدليل أنه نفض يده عنه مبكرا ؟ - أبداً الصادق لم يكن رافضاً له وهو الذي تمكن من إقناع الجبهة الثورية بالدخول في الحوار والتخلص من فكرة إسقاط النظام وصدر بعد ذلك مؤتمر إعلان باريس في العام 2014 وأرادت من خلاله المفوضية الأفريقية أن تجمع بين حوار الوثبة وإعلان باريس فتم اجتماع في 5_9_2014 برئاسة أمبيكي حيث حضر ممثلي إعلان باريس وممثلوا حوار الوثبة الممثلين في لجنة " 7+7 " * وماذا حدث بعد ذلك ؟ - صدرت خارطة الطريق في أديس أبابا وأخذها أمبيكي وبعد أسبوع صدر القرار الأفريقي رقم (456) والذي أشاد فيه بإعلان باريس، ودعا لاجتماع تحضيري بين الفريقين للدخول في حوار وحدد زمن الاجتماع للحوار، لكن الحكومة لم تحضره بحجة أنها مشغولة بالانتخابات بعد ذلك سعت المفوضية الأفريقية لإرجاع المياه لمجاريها. * لكن المفوضية كان لها رأياً أخراً ؟ - قامت بدعوة الحكومة وأربعة من فصائل المعارضة ممثلة في إعلان باريس وهي حزب الأمة والحركة الشعبية قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة وحركة التحرير بقيادة مني أركو مناوي ولم تتم دعوة حركة التحرير بقيادة عبد الواحد محمد نور لأنه رافض للحوار وتم الإعداد لخارطة الطريق الجديدة بتاريخ 21_3_2016 ولم توافق المعارضة على التوقيع وحاول الصادق المهدي العودة لخارطة الطريق بالاتصال بأمبيكي في جوهانسبيرج وقدم مذكرة للعودة حفاظاً على ماء الوجه ، أمبيكي لم يوافق عليها لأنها في تقديره جزء من الحوار. * ماذا يعني لكم توقيع خارطة الطريق ؟ الذي جرى بالأمس وذهبت إليه الفصائل الأربعة ومعها بعض أعضاء نداء السودان بأديس أبابا حيث وقعت الفصائل الأربعة على خارطة الطريق التي أعدت في العام 2014 دون أي تعديلات فيها ولم توقع عليها قوى نداء السودان لأنها ليست جزءاً من الاتفاق، وبالتالي الذين وقعوا هم الفصائل الأربعة وليس قوي نداء السودان والآن بدأت خطوات تنفيذ خارطة الطريق التي تنص على وقف العدائيات وإطلاق النار والترتيبات الأمنية وإيصال الإغاثات الإنسانية والمسائل السياسية المتعلقة بدارفور والمنطقتين. * ماهو دور حزب الأمة في إيجاد تسوية سياسة في المنطقتين ودارفور ؟ - هذه الجزئية يتم فيها إبعاد حزب الأمة لأنه ليس له علاقة بالمنطقتين. *أين سيكون الحوار العام بالنسبة للموقعين ؟ -الحوار العام مكانه قاعة الصداقة كما جاء في خارطة الطريق بما أن الفصائل الأربعة غير موجودة في اتفاق الوثبة وتم تحديد موعد بأن تجتمع الفصائل مع آلية 7+7 لبحث الطريقة التي ينضمون بها للحوار وفي ذلك الاجتماع يمكن للفصائل الأربعة أن تقترح انضمام فصائل أخرى وهي حزب المؤتمر السوداني وحزب البعث السوداني وهولاء قد ذهبوا مع الفصائل أما باقي قوى نداء السودان وباقي قوى الإجماع الوطني فهي رافضة للحوار الذي يجري الآن بقاعة الصداقة من حيث المبدأ، والآخرون يوافقون بشروط. * الجبهة الوطنية هل توافق بشروط ؟ - نحن في الجبهة الوطنية العريضة نرفض الحوار من حيث المبدأ وقد قامت الجبهة الوطنية العريضة على بندين أساسين وهما اسقاط النظام سلمياً عبر أكرر سلمياً ورفض الحوار مع النظام. * لماذا ترفضون الحوار ؟ لأن التفاوض مع النظام وإسقاطه خطان متوازيان لا يلتقيان كما أن التحاور مع النظام يجعله متحكماً وباقٍ في الحياة السياسية دون ما عزل سياسي على. *حدثنا عن الموقعين على خارطة الطريق ؟ القوى التي وقعت بالأمس قد خرجت والحمد لله من المنطقة الرمادية التي في العادة يلجأ إليها المترددون والعاجزون والمنافقون. *هل التوقيع على خارطة الطريق يضعف المعارضة التي تنادي بإسقاط النظام ؟ -على العكس تماماَ يساعد على فرز (الكيمان وتمايز الصفوف) بين السلطة ومؤيديها ومن يريد التعايش معها من جهة وبين الشعب السوداني ويساعد ذلك في مسيرة الانتفاضة التي يقودها الشعب. *لكن الشعب يحتاج لقيادات لينظم خروجه ؟ - لعل ما عطل الانتفاضة وجود عناصر في المنطقة الرمادية يرفعون راية المعارضة ويتوددون مع النظام يعلنون خلاف ما يبطنون ويحذرون من الانتفاضة تارة خوفاَ من الصوملة وتارة أخرى خوفاً من الفوضى ولا يشاركون في الحراك الشعبي الذي قام في الفترة السابقة. * ماهي مقومات نجاح الانتفاضة من وجهة نظرك؟ - دائماً نقول إن الانتفاضة لن تنجح إلا بقيام الفرز الوطني الجماهيري،وهذه سانحة لإحداث الفرز داخل الكيانات التي وقعت على الخارطة، ونحن ندعو كل المعارضين للنظام أن ينخرطوا في منبر واحد لمقاومة النظام سلماَ.