مولانا الجليل وزير العدل.. مرة أخرى لك التحايا والتوقير والاحترام.. وما زلنا في عاصفة المجاهد محمد حاتم سليمان.. بل ما زلنا في الهزات الارتدادية تلك التي كانت في أعقاب الزلزال.. والتي كنا نظن أنها قد خمدت ولكنها باتت أشد ضراوة من شوق السر عثمان الطيب لأمه وكيف إن نار الشوق تلك أوارها »بيشتعل«. ونعرف أن الصدفة وحدها.. أو سوء الطالع وحده.. أو هي خطوات كتبت عليه لتذهب في خطأ فادح الى »متهم « سوداني يمكن أن يكون بريئاً أو مذنباً أمام قاضيه الطبيعي، ولكن كما ردد في أسى »الطيار« الصادق محمد الحسن إنه من كتبت عليه خُطى مشاها.. نعود إلى »واقعة « أو ليلة الأستاذ محمد حاتم في ذاك الليل الحلوك، والنجيمات البعيدة لا تشرب من الدجى فقد كانت السماء ملبدة بالغيوم. نعود اليها وقد علمنا من »الجرائد « إن الرجل قد رفض أن يخرج من الحراسة رغم طلبك وأنت وزير العدل رفض الخروج مطلقاً.. وما لانت له قناة ولا لأن له قرار إلا بعد إصرار وحصار من قادة في الدولة أوزانهم بثقل الجبال الراسيات.. رفض الخروج هو تعبير صادح وواضح وساطع، تعبير عن غضب أو على أقل تقدير يعبر عن عدم رضا .. لذلك تذكرنا قصة سيدنا علي بن أبي طالب مع اليهودي وهما يمثلان امام الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه.. وموقف الرجل- أعني الأستاذ محمد حاتم- وقياساً على قصة سيدنا علي مع اليهودي هي تشبه تماماً غضبة علي بن أبي طالب، أما لماذا غضب الأستاذ محمد حاتم ورفض الخروج إلا بعد أجاويد و »تحانيس« لا يخرج من أمرين لا ثالث لهما، وطبعاً كل ذلك في (رأيي)(أنا (، وحسب تقديرات »مخي أنا« الإعتقاد الأول هو ظن وإذا لم يصح يبقى ظناً آثماً مني أنا، وهو أن الرجل وحسب موقعه التنظيمي الرفيع.. وحسب مكانته في الوطن تلك الشاهقة وكأن لسان حاله يقول وهو يتأبى الخروج.. كيف جاز لكم بل كيف »سولت « لكم إنفسكم أن تضعوني مع جماعة من »الحرافيش« كما يقول »نجيب محفوظ« أو كيف أكون أنا في حراسة مع »العوام« و »الدهماء« كما يقول عمنا »الجبرتي«. هذا الظن أو الاحتمال الأول.. أما الاحتمال الثاني والذي هو أمنيات وأحلام وأماني تعربد داخل تجاويف ضلوعي وأنا أحلم ب »كل الأماني الخدرت« وأترنم مزهواً مع أبوقطاطي »بالأماني العذبة باتت حيالي، والأمل بسام يداعب في خيالي« وهو أن الأستاذ محمد سليمان قد تأسى بموقف الإمام علي كرم الله وجهه وسار في دربه الخطو بالخطو.. وانتفض قائلاً لكم »لماذا أخرج من الحراسة وهناك العشرات من المحبوسين في مختلف الحراسات يسارون النجم في الظلم، ويتوسدون العشم ويضمنون انهم سوف »يبيتون« حتى الصباح لأنه لن يزورهم وزير في انصاص الليالي. سيدي الوزير.. إنها »قشة« اعترضت مسيرتك التي بدأت واثقة وناجحة نأمل أن يفرقها وابل إنجازات نحن واثقون إنك من أسخى سحبه.. ثم حتى تزداد سيدي الوزير توهجاً تأسى بالفاروق وقل أصابت »الجرايد « وأخطأ عوض الحسن النور.