العبارة السائدة هي شظف العيش، وطالما أن العيش عندنا في السودان هو إشارة ذكية لكل مايؤكل به الإدام اياً كان حتى لو(قروض) أي) حاف (ولا نعني بحال من الأحوال القروض البنكية التي (قرضت) المال العام بفعل قوارض بشرية لا تخاف أكل أموال الناس بالباطل، باعتباره مرعى مفتوحاً لكل فهلوى لا يتحرى أن يطعم أولاده الحلال، لذا كان من الطبيعي أن يلد أولئك القوم الذين (قرضوا الاقتصاد السوداني ولحقوهو أمات طه) كان من الطبيعي أن يخلفوا ذرية ضعافاً يفتنون بالدنيا وزخارفها ويكونون وبالاً على والديهم، قبل أن يؤذوا المجتمع ويكونوا عبئاً عليه. ذهبت بنا القوارض مذهباً بعيد، نعود لشظف رغيفنا الذي بكل هدوء زاد سعره وخف وزنه، وحمد الناس الله على أنه متوفر، وقد أنتهز الجماعة فرصة عيد الفطر المبارك ليمرروا الزيادة فقد راجت المخاوف قبيل العيد بأن هناك شحاً متوقعاً في الخبز، وقام أصحاب المخابز بتسخين الدلوكة وتسليمها لبعض المسؤولين الذين ضربوا عليها بعنف وضجة مقصودة، حتى ظن المواطن أن هناك احتمالاً لكبيراً بأن يفقد الخبز في العيد، وشهدنا بعض المسؤولين يشيرون بطرف خفي الى إنسانية أصحاب المخابز، الذين سيضحون بإجازة العيد خدمة للمواطن السوداني، وبذلك تمت تهيئة الناس نفسياً للتعاطف مع أصحاب المخابز الذين لم يتوانوا في إهتبال هذه الفرصة وزيادة أسعار الخبز بنسبة بلغت 33% ، فقد أصبح سعر رغيفتين هو سعر الرغيفات الثلاث قبل العيد. كعادة أصحاب المخابز في التحايل على المواطن والقوانين، فقد بدأ حجم الرغيف كبير نسبياً، وما أن تقبل الناس الأسعار حتى بدأ الوزن والحجم يقل تدريجياً، ونتوقع أنه بحلول عيد الأضحى سيتم الرجوع للأوزان القديمة مع بقاء الأسعار الجديدة، التي تسللت بليل وتم إنضاجها تحت سمع وبصر المسؤولين، حيث وجدوا فيها مخرجاً لزيادة أسعار القمح الزيادة أكثر من مجزية بالنسبة لأصحاب المخابز فقد لاذوا بالصمت ومضوا يعبئون خزائنهم من جيوب المواطن المسكين، الذي عاني كثيراً من شظف العيش فتمت الناقصة بشظف الرغيق.