صاحب روح شفيفة ولطيفة ممتلئة فرحاً وسخرية،اشتهر طوال رحلته بخفة الدم، له العديد من المواقف الطريفة التي يشهد له بها من عاصروه ،إنه الفنان الكبير عبد العزيز محمد داوؤد الذي ولد ببربر ولاية نهر النيل في العام 1927م،عرف عن أبي داؤد منذ بواكير أيامة غرامه بالفن، ومعجب جداً بأغاني حقيبة الفن،التي أجاد التغني بها واجاد فيها وأبدع بصورة لا تقل روعة عن اداء مغنييها الاوائل،واسبق اليها لونيته الخاصة ما جعلها محببة الى المستمعين،كانت بداياته باغنية " على النجيلة جلسنا " التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الريح الفصل من الخلوة درس ابو داؤد بخلاوي المنطقة التي ولد بها " بربر " وحفظ القران في بواكير عمره بجانب اجادته تلاوة القران ودرس العلوم الدينية والقراءات،وله تجارب عدة في هذا الجانب وصاحب صوت جميل مع الانشاد الديني ومدح المطفى صلى الله عليه وسلم،وظهر ذلك مع قصيدة " السراي" التي وجدت رواجاً كبيراً في المحافل الدينية انذاك،اجادة لتلاوة القران والانشاد نال اعجاب معلمية في الخلوة لكنهم لم يحسنوا قيامه بتأدية الغناء،ولذلك تم فصلة من الخلوة عندما اكتشف شيخ الخلوة بان عبد العزيز كان يغني في حفل ختان احد ادقائة،وكانت تلك بداية مشوارة في دنيا الطرب والغناء،وبدأ يستمع لكبار المغنيين في ذلك الوقت مثل كرومة وسرور،واللذان تأثر باسلوبهم لاحقاً في مشواره الفني،واجهت ابوداؤد ظروف صعبه بعد أن توفي والدة وهو صغير مما اضطر للعمل في التجارة لفترة قبل أن يلتحق للعمل بمصلحة السكة حديد بعطبرة،والتي تنقل في اقسامها المختلفة،الى ان غادرها للخرطوم والتي استقر بها بحث فيها عن فرص عمل والتي وجدها في مطبعة ماكرو كوديل صوت قرار نسبة لصوته الغليظ والجهور صنف خبراء الأصوات صوته بأنه صوت قرار، فقد امتاز بتنوع النص الغنائي من الفصحى إلى الدارجي " العامية الطرفة والفكاهة. امتاز بولعة بالطرفة والفكاهة لدرجة انه قبل ان يبداء اي حفل غنائي كان يحكي موقف وطرف،بجانب ذلك كان يشاهد في كل حفل غنائي وهو يحمل علبة كبريت صغيرة ينقر عليها بأصابعة أثناء أداء الغناء على نحو أشبه باستخدام المطربة ام كلثوم للمندي أشهر أغانيه ( جاهل وديع مغرور او تزكرين صغيرتي بلادي زرعوك في قلبي طولته مارديت غصن الرياض مساء الخير يا الامير هل انت معي ) وغيرها من اأاغنيات،امتاز أبو داؤد بشبكة علاقات واسعة وسط أقرانه من الفنانين وكذلك مع الشعراء. شعراء تعامل معهم غنى عبد العزيز لعدد من الشعراء الذين كتبوا بالفصحى والعامية، فمن بين الشعراء الذين تعاملوا معه حسين بازرعة " صبابة" وحسين عثمان منصور ومبارك المغربي ومحمد علي أبو قطاطي والشاعر التني في الأغنية الخالدة "بلادي ياسناء الفجر" التي مطلعها بلادي يا سناء الفجر **وينبوع الشذى العطري بجانب الشعراء السودانين تغنى أبو داؤد للشاعرى المهجري اللبناني الياس فرحات. محطات خارجية سافر أبو داؤد لعدد من الدول لاحياء حفلات موسيقية وغنائية منها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمانيا والكويت التي زارها في العام 1971م لإحياء حفل غنائي بمناسبة أسبوع السودان هناك،ولاقت أغنياته إعجاب شديداً وخاصة عند الكويتيين، ويقال إن الشيخ عبد الرحمن العتيقي وزير المالية والنفط الكويتي آنذاك كان من ضمن الحضور فأعجب بأداء ابو داؤد،فخلع من يده ساعة وقدمها أثناء الحفل كهدية لعبد العزيز. الرحيل وفي صبيحة الرابع من أغسطس من العام 1984م بمدينة بحري انتقل ابوداؤد إلى جوار ربه عن عمر يقارب 56 عام،تاركاً خلفه رصيداً كبيراً من الأغنيات التي خلدت اسمه في تاريخ الفن السوداني الحديث،بإعادة تجديد موسيقى أغاني الحقيبة التقليدية بطرق جديدة.