٭ في الثاني من الشهر الحالي ، كتبت في هذه الزاوية تحت عنوان (زيارة ملغومة)، وكنت أقصد بذلك زيارة النائب الأول لرئيس دولة الجنوب تعبان دينق، إلى الخرطوم، عقب إعلان سفير دولة الجنوب، عنها حينذاك. ٭ كتبت (وقتها)، مايلي: إن الزيارة غير موفقة من حيث التوقيت، وعلى الخرطوم أن تتريث قليلاً قبل أن تفتح أبوابها لاستقبال الرجل، وتترك الاستعجال الذي قد يكلفها الكثير، وذلك لسبب بسيط وهو أن سلف تعبان، رياك مشار، لا يزال لاعباً أساسياً في المعادلة الجنوبية ومن العصي تجاوزه. ٭ كما طالبت الحكومة بالانتظار حتى يحظى تعبان بقبول دولي، وقلت إنه سياسي بارع، ومتفهم جيداً لعلاقات الخرطوم، وأنه المسؤول الجنوبي الأول قبل الانفصال كان ينظر للمستقبل حيث طرق أبواب إمارة دبي بغرض الاستثمار ٭ وكتبت أن (تعيين تعبان جاء في لحظة عصيبة في الجارة الجنوبية، وبالتالي ينبغي ألا تتحمل الخرطوم فاتورة تعيينه وتمنحه السند الدولي قبل أن تتضح الأمور بشكل جلي. ٭ ومن لحظة كتابة (الزيارة الملغومة)، وحتى الأمس جرت مياه كثيرة تحت الجسر، الجنوب ، أهمها مكاملة هاتفية جمعتني بوزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور، أمس الأول، والذي يتابع وباهتمام بالغ كل مايكتب في الصحف، بعكس كثير من الوزراء. ٭ من حديثه معي فهمت الموقف الجديد للحكومة والذي يتسق تماماً مع الموقف الإفريقي.. كما أن وزير الدولة بالخارجية د. عبيد الله محمد عبيد الله والذي كان قد أبدى تحفظ السودان على تعيين تعبان لحظتها، جمعه لقاء مطول مع النائب الأول الجنوبي في كينيا . ٭ وبالتالي نتيجة لكل هذة المتغيرات، فضلاً عن اتصالات السودان بين دول الايقاد والاتحاد الافريقي، والدول الغربية بشأن ملف الصراع الجنوبي نقول إن الألغام التي كان من الممكن أن تزرعها زيارة تعبان للخرطوم تم إبطالها تماماً. ٭ اليوم يدخل الضيف الزائر، والذي كان قريباً بالخرطوم بصفته وزيراً للمعادن ببلاده، يدخل في مفاوضات مهمة مع نظيره الفريق أول بكري حسن صالح، ويلتقي الرئيس البشير غداً. ٭ الزيارة فرصة جديدة ، للوقوف على الأوضاع بالجنوب، وتأكيد دعم الخرطوم للنظام القائم في الجنوب، بجانب أن الأهم فيها بحث الملفات العالقة والمشتركة بين البلدين. ٭ ثم إن الزيارة تؤكد تعامل الخرطوم، مع الأزمة الجنوبية بكافة أطرافها، هذا حال صدق حديث الصحيفة الكينية بأن السودان ساهم في إجلاء زعيم المعارضة رياك مشار من دولة أفريقية تحت عين الأممالمتحدة. ٭لا تزال كروت اللعبة الجنوبية بيد السودان، واليوم مع زيارة تعبان دينق والتي يستبشر بها سفير بلاده بالخرطوم ميان دوت من خلال حديثه معي أمس عبر الهاتف ستتضح كثير من الحقائق. ٭ ومهما يكن من أمر نقول ل (تعبان) ، ستعود (مرتاحاً) إلى جوبا دون شك بعد كسبك دعم السودان.