إلى ذلك النوع من الأفراد الذين يحسبون أنهم شيء!! وهم في نظر الحقيقة بعض الشيء.. 1962م أَنا من أنا يارَبُّ في معنى الحقيقةِ والوجود هل صخرةٌ صماءُ تجثمُ كالمنايا من بعيد أمْ وقعُ لحنٍ سائغ يحكي أحاديثَ الخلود أمْ قطرةٌ في البحرِ ذابت وانتهى الأمل الشرود أنا يا تُرى معنى تسرَّبَ من رُبى دنيا العبيد؟ أم يا تُرى نفسٌ تكبلها النوازع والقيود أنا لستُ أدري ما- الأنا- ولكَمْ أردد مَنْ أنا؟؟ ***** وطفقتُ أبحثُ عن حقيقة عالمي بين الفيافي ملأ الوجوم علي كوني وكم بكيت على جفافي أين الليالي المخضلاتُ وأين تسبيح الضفاف وتساءلت عني المدنية في سكون وارتجاف من ذلك الشبحُ الشقي وذلك الخلُّ المجافي هل يا تُرى أنا ذلك الشبحُ الذي اسُموه (صافي)؟ لكنني ما زلتُ أجهلُ في الحقيقة.. من أنا؟؟ ***** وخرجتُ أبحثُ عن حقيقتي التي ضاعت وذاتي زحَمَ الفراغُ علي نفسي وكمْ بكيتُ على حياتي والدهرُ يزحفُ والزمانُ يقُصُ فلسفة الرُّفاتِ هل يا تُرى أنا مَنْهلٌ يرتادهُ زُمرُ السُّقاةِ أمْ ذلك النغمُ الحنونُ الحُلوُ في لحنِ الرُعاةِ أم يا تُرى أنا مهْمَة أم رجعُ تلك الذكرياتِ وتعودُ أصداءُ السؤالُ أيا تُراني من أنا؟؟ ***** وسألتُ شيخاً في الفضاءِ الرحب عن معنى الحقيقة فأجابني الشيخُ الوقورُ بأنها (شيخُ الطريقة) وبأنها التسبيجُ في جوف الليالي المستفيقة يجترُ في رشفاته ذكرى ترانيم عريقة أو ذكريات للشباب ورجعُ أيام سحيقة وبأن فلسفة الوجود وسرُّ ما تبغي الخِليقة (قَدحُ الكبيدة) في الشتاءِ وجُرعةُ اللبن الصَّديقة ويعودُ يفحمه السؤال.. أيا تُرَاني من أنا؟؟ ***** وتَبسَّم الطفل البريءُ وبسمةُ الطفل دعاءْ وقرأتُ في عين الصغيرِ الغَرِّ فلسفةِ السماءْ في عينه قبسُ الحقيقة لم يُدنسهُ الهُراءْ إن الحقيقةَ عنده مَرح الشوارع والخلاءْ هي لعبة تحت الظلالِ مع (سميةَ) أو علاءْ لمْ يدرِ ما معنى الحياةَ وما السعادةُ ما الثراءْ وترسبت في (اللاشُعورِ) صدى شُكُوكِ منْ أنا؟؟ ***** ولقيتُ في دربي الطويلِ على المدى أطيافُ شابْ قد أنهكته على السُّري بعض الجلاميدِ الصعابْ فسألتهُ وقد انطوى أو راح يهدُرُ في انتحابْ فأجابني أنا يا أخي (مُستوحدٌ) بين الصحابْ أنا تارة أجد الحقيقةَ في معاقرةِ الشرابْ والغانيات الفاتنات وبين أحضان الكعَابْ وأعودُ أبحثُ عن حقيقة عالمي بين الشعابْ ويعودني رجعُ الوساوسَ يا تُرَاني من أنا؟؟ ***** أو تارةً أجدُ الحقيقة عند إحراز (الشهادة) وأكون في لغة (الجياع) قد احتويتُ على السعادة استوردُ (الموديل) كي أغزو به نظرات (غادة) وأَهيمُ في بلدي الرحيب وفي محافلها أنادي أزور عن لغة الضمير وعن حقيقتي المعادة ويعودني رجعُ السؤال... أيا تُرَاني من أنا؟؟ ***** إن الحقيقةَ قصةٌ تحكي وتروي ما يرُوعْ فالشيخُ لا يبغي سوى وحي التظاهُرَ في الركوعْ يخلو من المعنى العميق من التهجدِ والهُجُوعْ والطفلُ في بسماتهِ البلهاء فلسفة النزوعْ والشابُّ تُسْكره البطولةُ ولو حوت معنى الخُنوعْ يمشي يُحققُ ذاتهُ فإذا به يرِثُ الخُضُوع هو كلما غنى تساءل يا تُرَاني من أنا؟؟ ***** ولقد بدت خلف الغُيُوم تلُوحُ أضواء اليقينْ هي كلُّ شيء في الحياةِ وقصةٌ في العالمينْ هو قائدُ الركبِ الذي يحدوُ ركابَ المُدْلجينْ فتراهُ في غَسَقِ الليالي الغُرِّ بين السَاجَدين وإذا سَرَى نَفَسُ الصباحِ تراهُ بين الزاحِفينْ يمشي على درب الحياة ويستحثُّ السائرينْ هو آدمُ الدنيا الجديدة واعتصاراتُ السنينْ قد رَدَّدتْ كُل العوالمْ إنه معنى الحقيقة