تقرأ الصحف، تستمع للمذياع، تشاهد التلفزيون، تصتنت لأحاديث الناس من حولك، تتجول ببصرك في الأماكن والأشخاص والناس، ربما يسعدك الحظ فترى أو تسمع أو تحس بما يفرحك على الصعيد الشخصي، ولكن حتى هذه الفرحة تختفي سريعاً وسط طوفان الأخبار الحزينة والمحبطة والمقلقة والمنفرة . ده كله كوم والكذب على عينك ياتاجر كوم آخر ، بائعو الأحلام الوردية من الساسة على قفا من يشيل، وهم يدلقون على مسامعنا أن بكرة أحلى، ولكن بكرة تبقي دائماً بكرة وتنتقل بكل سلاسة الى اليوم التالي، وهو يوم لا يأتي ابداً ببساطة لأنه بكرة مما يذكرنا بطرفة صاحب المطعم الذي كتب لافتة كبيرة كتب فيها ) بكرة الأكل مجاني( فإذا أتيت اليوم قال لك إن الطعام المجاني بكرة، ولو اتيت غدا اقنعك ان يوم بكرة ليس هو اليوم. أصبحنا نفتش عن آمالنا وأحلامنا الخاصة وتحقيق مكاسبنا الفردية، لم نعد نحمل هم المجتمع ( انشدهنا بالعزيزة) أنت ومن بعد الطوفان، إلا من رحم ربي من ذوي النفوس الصافية، ومحبي الخير للناس كلهم، من أين اتتنا هذه الأنانية البغيضة ؟ بما كسبت أيدينا أم هو ابتلاء يستوجب الصبر ؟ فتن في المعاش، وفتن في النظر، وفتن في السلوك، وفتن حتى بين الأرحام، فتن كقطع الليل المظلم لدرجة كدنا أن نحلل الحرام، ونستبيح أموال الناس وأعراضهم ومن أجل ماذا؟ تكالب على دنيا فانية ومتاع زائل وحياة تنقضى سريعاً وموت محقق لانعد له العدة حتى نلقى الله بقلب سليم. أهو التكالب على الدنيا وزينتها وزخرفها ؟ أم هي الغفلة التى يزينها لنا الشيطان بطول الأمل والعيش حتى الاستغفار والتوبة ، لماذا نسينا الغاية العظمى من وجودنا في هذه الدنيا (الخلافة بخير والأعمار والأهم العبادة) ؟ قريباً سيكشف الغطاء عن عينيك، وسيكون بصرك قوياً كالحديد ترى كل ماكنت غافلاً عنه وتسمع ما لايسرك والأهم أنك ستصرخ ( ربي ارجعون لعلي أعمل صالحاً في ماتركت ) ولكن هيهات هيهات .(