قولوا حسنا الأحد 21-8-2-11 مع (العشر الأواخر) و أصعب آية قرآنية محجوب عروة [email protected] كثيرا ما يتلو القارئ لكتاب الله بعض آيات يمر عليها مرور الكرام دون تعمق وتدبر وربما يعتقد أن تطبيقها من السهولة بمكان مثل سائر آيات الله.. ما أيسر الدخول فى دين الله الخاتم شهادة بالتوحيد للخالق العظيم الرحمن الرحيم واعترافا بالرسول الخاتم سيدنا محمد(ص) ، وما أيسر الصلاة للمسلم الملتزم وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من يستطيعون لهم سبيلا صحة ومالا. ربما يصيب البعض الكسل أو العصيان وتعاطى الحرام والمنكرات لفترة فيتوب ثم يعود بعدها للطاعة ربما بأفضل من كثيرين سبقوه فى الألتزام..و ربما يتعمق كثيرون فى آيات الله البينات على صفحة الكون ومخلوقاته وتصرفاته الباهرة فيزدادون ايمانا بالله سبحانه فتمتلئ بها جوانحهم ثم قد تفيض خيرا وبركة على الآخرين.. وقفت كثيرا على هاتين الآيتين من سورة فصلت:(ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم. وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو عظيم) صدق الله العظيم.. الآيات 24 و25. قل لى عزيزى القارئ من يستطيع تطبيق ذلك؟ تصور أن عدوا ألحق بك ضررا كبيرا أو ظلمك بما لا ولم تستطيع دفعه أو والأخذ بحقك فى هذه الحياة الدنيا مثلما يفعل جنود حزب البعث الجبناء وكتائب القذافى الخسيسون وقيادتهم من السياسيين القتلة لشعوبهم هذه الأيام أو قبلهم وغيرهم من الظلمة مصاصى وسفاكى دماء الشعوب.. بل ربما قريب لك أو صديق ظلماك ظلما بينا واستطاعا النجاة لم تتمكن من مقاضاتهم وأستعادة حقك كاملا أو جزئيا، هل تستطيع أن تدفع بالتى هى أحسن وتعفو؟ ليس ذلك وحسب بل أن تعامله كأنه ولى حميم؟ صدق الله العظيم لا يلقى من يفعل ذلك الا من يتعاطى الصبر الجميل النبيل كصبر الأنبياء وليس الصبر الذليل المهين لمن ليس له قوة وظهرا، أما من كان حظه عظيما فذلك الذى اجتباه ربه ورحمه رحمة واسعة من لدنه (الرحمة اللدنّية) واعطاه علما (لدنيّا) احسانا منه للمحسنين.. قال تعالى(ان رحمة الله قريب من المحسنين)(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).. نعم فالمحسنون هم أكثر من يستحقون رحمات الله وعفوه ورضاه ورعايته فمن هم؟ انهم الذين يقيمون ما فوق العدل والمساواة لسواهم، هم المتجاوزون العافون لما يقوم به غيرهم ومخالفيهم لاسيما ان كانوا حكاما فعدل يوم واحد لحاكم تعادل عبادة أعوام والأحق بالتجاوز هم الناصحون له فكما قال ابن الخطاب( رحم الله أمرئ أهدى الىّ عيوبى).. وهل لأحد بمنجى من العيوب؟ حقا ما أصعب هذه الآية ولكن ما أسهلها لمن ألقى السمع وهو شهيد واتبع طريق المحسنين.. سؤال:هل يدخل فى العفو الحق العام وتطبيق العدالة وتطبيق القانون؟ ملاحظة هل رأيت عزيزى القارئ كيف يجرى الزمان؟ اليوم كأنه ساعة والأسبوع كأنه يوم والشهر كأنه اسبوع والسنة كأنها شهر والعقد كأنه سنة.. وكلها محسوبة على أعمالنا عند مليك مقتدر.. المهم كم مضى من الزمن وما فعلنا فيه من طاعة واحسان لعباده من عامة الناس الذين جعلهم الله تحت تصرفنا و للضعفاء خاصة، والأهم كم يتبقى كى لانندم فيقول الظالمون يوم لا رجعة للدنيا وحساب لا عمل( رب ارجعون لعلى أعمل صالحا) ولكن هيهات .. الأهم هو رحمة الله واحسانه وعفوه ورضاه وحسن الخاتمة..و كل عام رمضان وعشرة أواخره وانتم بخير وجعل الله باقى حياتنا كلها فى رضاه وعفوه ورحمته واحسانه.