صلاح الدين أحمد إدريس، أو الأرباب اسم لا يحتاج لتقديم أو تعريف فالرجل الذي عرفه العالم بعد اكتشاف خيوط ضرب مصنع الشفاء من قبل الولاياتالأمريكية في 1998، وذاع صيته من خلال نادي الهلال، يبقى واحداً من الشخصيات المرموقة في الحزب الاتحادي الديمقراطي، وواحداً من الشخصيات البارزة في مجال الاقتصاد السوداني، وبعد حادثة ضرب مصنع الشفاء، ذاع صيت الأرباب وأصبح على كل لسان ومادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية والعالمية.. ومن ذلك التاريخ الذي مر عليه الآن 17 عاماً بالتمام والكمال لا زالت شخصية تسيطر على الوسط الرياضي والاقتصادي والسياسي حتى الآن، في شبكة متقاطعة وخيوط متصلة مع بعضها البعض في سلسلة ليست لها نهاية أو انفكاك للرجل منها. ٭ زعيم في البيت الأزرق إذا كان قرار ضرب مصنع الشفاء قد صدر من البيت الأبيض في 1998، فإن شهرة صلاح إدريس، انطلقت من نادي الهلال في 2003، عندما بدأ في دعم مجلس الهلال «المعين» الذي قاده في ذلك الوقت الفريق المدهش عبدالرحمن سرالختم، فكان الأرباب هو الداعم الأول للنادي، حتى أصبح ملهماً في البيت الأزرق، واستمر في الدعم والسند حتى وصل لرئاسة النادي في عام 2005، عندما تم انتخابه في أشرس انتخابات مع العميد مهندس إبراهيم محجوب الذي وجد دعماً كبيراً من الحكيم طه علي البشير، وبعد ذلك بعد عهد الأرباب الذي استمر لخمس سنوات كاملة، قبل أن ينهي فترته بالاستقالة من أجل منافسة الدكتور كمال شداد على رئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم، إلا أنه فشل في مقارعة شداد وانتهى به المطاف خارج أسوار نادي الهلال وبعيداً من دهاليز الاتحاد العام، فاختار أن يكون الأهلي شندي هو الملاذ الآمن له، ليمارس فيه هوايته كراعٍ وصنع منه فريقاً محترماً أصبح مقارعاً للهلال والمريخ وممثلاً للسودان في منافسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف». ٭ معارض عنيد يبقى صلاح إدريس واحداً من الرجال الأقوياء والمقربين من السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، وركنا لا يمكن تجاوزه في الحزب بأي حال من الأحوال، إلا أن الأرباب الذي ينتمي للحزب الديمقراطي لا يعترف بالديمقراطية في الرياضة على الإطلاق.. وبعد أن فشل الرجل في الفوز برئاسة نادي الهلال خلال انتخابات 2011 التي فاز بها السيد الأمين البرير وانتخابات 2014 التي فاز بها السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال، رفض صلاح إدريس قبول نتيجة صنايق الاقتراع، فمارس دور المعارض الأول للمجلسين الأخيرين، وظل يُرمى الحجر في البركة كل ما كان هنالك سكون في الهلال، فوجد ما وجد من نقد، تعدى فيه بعض معارضيه الخطوط الحمراء، فيما يرى أنصاره أنه الرجل الأفضل والحلقة المفقودة في البيت الأزرق. ٭الحرية في أحب المدن إليه اختار صلاح إدريس الإقامة في مدينة جدة السعودية، التي تعتبر أحب المدن إلى نفسه، إلا إن الرجل وجد نفسه مجبراً على الإقامة في المملكة العربية السعودية بسبب قضية أراضي جدة الشهيرة التي صدر حكم في حقه بشأنها وأخيرا شطبت المحكمة التنفيذية مدينة القضية وأطلقت سراحه ومنحته حرية التنقل دون قيد أو حجر، واستعاد حريته في ذات المدينة التي يحبها، ويترقب معارضوه قبل مناصريه حضوره للسودان، ليروا ما يفعله الرجل الذي ظل يثير الجدل والاهتمام أينما حل وسكن، مع اتفاق كامل على قدرته على تحريك الساكن. ٭ رقم اقتصادي فإذا كانت الرياضة والسياسة هما مدخلا صلاح إدريس للمجتمع، فإن الرجل واحد من الرؤوس الكبيرة في الاقتصاد السوداني ومالك لعدد من الشركات الكبيرة والعملاقة على رأسها مستشفى المستقبل بجدة، شركة سابحات للنقل البري، شركة سابحات ليموزين، شركة غناوة المحدودة، مجموعة البيطار، شركة الأشبجة للطباعة، شركة بي. إس للسيارات، شركة مصانع جميرة للنسيج، شركة مطاحن شندي، شركة المحجوب للبلاستيك، شركة النيل لاستثمارات المياه، شركة غناوة لتجارة اللحوم، مجمع ساريا الصناعي، شركة عبر العالم العربي للشحن الجوي، شركة الأسوة للمحاصيل والاستثمار وشركة الأرباب للتجارة الدولية. ٭ مواهب متعددة إذا كانت جدة هي أحب المدن للسيد صلاح إدريس، فإن مدينة العلم «الدويم» هي مدينة في ذاكرة الرجل صاحب المواهب المتعددة، والذي بدأ فيها علاقته مع الشعر والتلحين قبل أن يتحول إلى كاتب صحفي لا يعرف المهادنة أو مسك العصا من النصف في الرياضة والسياسة والفن، مما جعله عرضة للنقد، وقام صلاح ادريس او (على أحمد) كما يطلق عليه أهل الفن بتلحين عدد من القصائد التي كبتها صديقه الشاعر اسحق الحلنقي (اعذرني، المشكلة، بساط الريح، روحي ملكك وقلبك الأبيض) وكتب ولحن أغنية (كل ثانية أزيد محنة) في عيد الحب واهداها إلى زوجته الأولى (كوثر ابراهيم النعيم) ويبقى الارباب صاحب المواهب المتعددة هو مصدر صناعة الخبر وكل فنون العمل الصحفي، في الوقت الذي يعتبر فيه الرجل شخصية محبوبة وقريبة للجميع بعيداً عن آرائه الجريئة التي لا ترضي الجميع ولكنها محل احترام وتقدير.