مرَّت يوم الثلاثاء 20/ أغسطس 2013م الذكرى الخامسة عشرة لتدمير مصنع الشفاء للأدوية. عندما تقف على أضلاع مصنع الشفاء، لاترى حطاماً وركاماً من الحجارة والألواح المعدنيَّة، وبقايا (18) صاروخاً من صواريخ (توماهوك) وماكينات محترقة فحسب، بل ترى بحراً من الحقائق. فقد كان المصنع استثماراً للقطاع الخاصّ السوداني، لم تشارك فيه الدولة على الإطلاق. أنشأ المصنع رجل الأعمال المهندس بشير حسن بشير (60%)، بشراكة مع توكيلات باعبود للملاحة والتجارة (40%). أُفتتح المصنع في مارس 1997م بحضور السيد/ رئيس الجمهورية وعدد من السفراء والدبلوماسيين وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعتمدين. اكتمل بيع مصنع الشفاء في مارس 1998م إلى رجل الأعمال صلاح إدريس (شركة غناوة). تلك هي الحقيقة بشأن إنشاء وملكيَّة مصنع الشفاء. وذلك نقض لمزاعم إدارة الرئيس كلنتون التي ادَّعت أن المصنع من استثمارات أسامة بن لادن. وتلك الحقيقة نقيض للبيان الذي أصدره حزب الأمة برئاسة السيد/ الصادق المهدي بتاريخ 21/8/1998م، الذي ذكر أنَّ مصنع الشفاء مشبوه، وأن هناك مواقع مشبوهة أخرى. وأنَّ أسامة بن لادن كان من المشجعين لإنشاء عدد من المنشآت التي تدور حولها الشبهات في السُّودان. (صحيفة الشرق الأوسط اللندنيَّة السبت 22/8/1998م). كان مصنع الشفاء أكبر وأحدث مصنع للأدوية في السّودان وأحدث مصنع للأدوية على المستوى الإفريقي. وكان يعزِّز قدرة البلاد على الاكتفاء الذاتي في عدد من الأدوية. ونظرًا لأن مصنع الشفاء كان منشأة، تمثل رمزاً لتطور الصناعة الدوائية في البلاد، فقد زاره عددٌ من ضيوف السُّودان منهم رئيس جمهوريَّة النيجر، ووزير الصحة النيجيريّ، مدير هيئة الصحة العالميَّة لإقليم شرق المتوسط د. حسن الجزائري، مدير بنك التجارة التفضيلية بنيروبي كينيا، سفير جمهوريَّة ألمانيا، السفير البريطاني والذي زار المصنع مّرتين على الأقل، مدير هيئة الإمدادات الطبيَّة التشادي، أعضاء من اتحاد الأطباء العرب شاركوا بحضور العديد من مؤتمرات تخصصيّة عُقدت بالخرطوم، أعضاء مؤتمر البياطرة العرب الذي انعقد بالخرطوم. وتلك الحقيقة نقيض للتصريحات والأخبارالتي تعزّز مزاعم صهاينة إدارة الرئيس كلينتون بأن المصنع يقع تحت حراسة مشدّدة ويُحاط بسياج من الكتمان. وتلك الحقيقة نقيض لإفادات التجمُّع المعارض. حيث قال محمد المعتصم حاكم الناطق باسم السيد/ محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع العلمانيّ، بشأن تدمير مصنع الشفاء (إن ما حدث بالخرطوم مساء الخميس 20/8/1998م، يؤكِّد ما ذهبت إليه المعارضة. إننا نبَّهنا كثيراً، وكشفنا كلّ ما يُحيط بهذا المصنع، وعدَّدنا مخاطره منذ سنوات). نشرت ذلك الشرق الأوسط اللندنيَّة الصادرة يوم السبت 22/8/1998م. وذكرت صحيفة القدس العربي اللندنيَّة بتاريخ الإثنين 24/8/1998م من مصادرها في العاصمة البحرينيَّة أن الناطق باسم التجمُّع العلمانيّ السيد/ فاروق أبو عيسى كان وراء الإتهامات بوجود مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائيَّة داخل مصنع الشفاء. حقيقة القائمة الطويلة لضيوف البلاد الذين زاروا مصنع الشفاء، تأتي نقيضاً لما جاء به التجمُّع المعارض حيث صرّح الفريق (م) عبد الرحمن سعيد بعد تدمير المصنع (إنَّ ما حدث أمرٌ طبيعي. إن المعارضة لديها كل المعلومات والوثائق التي تؤكد أنَّ المصنع هو مصنع للأسلحة الكيميائيَّة). وقال الفريق (م) عبد الرحمن سعيد رئيس القيادة الشرعيَّة ونائب رئيس القيادة العسكريَّة المشتركة للمعارضة (إننا تحدَّثنا كثيراً حول الموضوع ونشرنا في الصحف كل التفاصيل عنه منذ أكثر من ثلاث سنوات).(إن المواطن السُّوداني ليست له مصلحة في إقامة مثل هذه المنشأة المشبوهة والتي لا تخدم مصالحه. ماذا نتوقَّع بعد ذلك غير ضرب مثل هذه المنشآت. إن السُّودانيين يعلمون أنه مكان مشبوه. أين يذهب إنتاج هذا المصنع إذا كان مصنعاً للدواء؟). إنتهى تصريح الفريق(م) عبد الرحمن سعيد. يُذكر أنَّ مصنع الشفاء كان قد وقَّع عقداً مع الأممالمتحدة لتصدير الدواء. حقيقة القائمة الطويلة لضيوف البلاد الذين زاروا مصنع الشفاء، وحقيقة تمويل إنشاء المصنع من بنك التجارة التفضيليَّة بكينيا، وحقيقة توقيع مصنع الشفاء عقداً مع الأممالمتحدة لتصدير الدواء، تلك الحقائق تأتي نقيضاً لما جاء به التجمُّع العلمانيّ. حيث نقلت صحيفة القدس اللندنيَّة يوم الثلاثاء 25/8/98 نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسيَّة تصريح القيادي الشيوعي التجاني الطيب بأنَّ مصنع الشفاء منشأة عسكريَّة. وكما تأتي تلك الحقائق نقيضًا لما جاء به السيد/ الصادق المهدي الذي حمَّل حكومة السُّودان مسؤوليَّة تدمير مصنع الشفاء وأشار إلى (وجود العديد من المواقع الأخرى غير مصنع الشفاء تثير القلق والشكوك في مناطق مختلفة من السُّودان). (القدس العربي 25/8/1998م نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسيَّة). ولكن من أين استُوردت ماكينات مصنع الشفاء، ومن أشرف على التصميم والتركيب، وهل كان ذلك يخدم حاجة المواطن السوداني؟.