مع تباشير كل عيد تزدهر مهن وتختفي أخرى، ومن المهن التي تزدهر وتكون أيام ما قبل العيد لها موسم، هي مهنة تحويل الرصيد، حيث تشهد أسواقها إنتعاشاً كبيراً وإقبالاً كبيراً من المواطنين الذين يقومون بتحويل أموال من منطقة إلى منطقة . علي محمدين أبوعلي الشهير ب (أدروب) هو أحد أشهر بائعي الرصيد في منطقة الخرطوم شرق، التقته الصحيفة أثناء جولتها في الشارع العام والأسواق للوقوف على مظاهر العيد التي (بدت تظهر) في العاصمة من خلال انتعاش الأسواق وحركة الناس. أدروب قال ل (آخر لحظة) إنه يعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة في منطقة الخرطوم شرق، وهذا ما أتاح له أن يخلق علاقات عديدة مع الكثير من الزبائن، الذين هم موظفون وعاملون في المؤسسات التي تجاور مكان عمله. ويضيف أدروب : العمل في مهنة بيع الرصيد يظنه البعض عملاً سهلاً مع أنه شاق، ويتطلب الدقة والصبر، لأن أي خطأ يكلف الكثير من الأموال، كما يتطلب العمل (طولة البال) مع الزبائن، لأن معظمهم في حالة عجلة من أمرهم، ويريد أن يأخذ أولاً. وعن حركة البيع قبل أيام العيد يقول علي.. إن هذه الأيام تعتبر موسماً لهم، لأن الكثير من المواطنين يقومون بتحويل أموال لذويهم في مناطق متعددة، وقد تصل تحويلة واحدة مبلغ الألفين أو الثلاثة آلاف جنيه، ولا يتوقف التحويل عند شبكة واحدة فكل الشبكات العاملة في السودان لها زبائنها ونقوم بتحويل رصيدها. وعن كيفية حصوله على الرصيد يقول علي محمدين أبو علي إنه يتعامل مع مندوب، وفي حال إحتاج إلى أية كمية من الرصيد فإنه يقوم بالإتصال عليه فيقوم المندوب بإرسالها إليه فوراً وأحياناً، يقوم بالشراء من السوق. أدروب يرى أن مهنة تحويل الرصيد لاتحتمل الإستدانة، وهو لا يتعامل بها رغم معرفته التامة بزبائنه، لأن الإستدانة قد تعرض مهنته للخسارة، كما أن الإستدانة قد تضيع زمنه في ملاحقات المديونين.