كل عام وأنتم بخير ونتمنى أن يكون الجميع قد قضى أيام مجيدات مليئة بذكر الله والترويح عن النفس بالقربات الصالحة من عفو عن الناس وتخفيف الكاهل من قطيعة الرحم والتخاصم والشقاق وتناول اطايب الطعام التي نظن أنها تتلخص في أكبر كمية من الشواء وهي وأن كانت ايام أكل وشرب إلا اننا نحولها الى ايام ( سفسفة ) نملأ فيها البطون حتى أننا ننسى فيها البائس والفقير ونقبل بنهم على ملْ شر وعاء. تلك ممارسة قد انقضت أيامها وان كانت في بعضنا بقايا جاهلية فتحت دونها الثلاجات لتخزين اللحوم وفي ذلك ( زلعة ) تتعارض تماماً من حكمة الاضحية التي هي إيثار وبر في المقام الأول ولكن والحق يقال أن الوعي قد أنتشر والناس بطبعها الكريم مازال فيها خير كثير اللهم الا اذا كان هناك نقص في الدين والايمان. مايزعج في الأعياد هذا الاعتقاد الخاطئ بانها أيام ركلسة وراحات ولهو ولعب قد يكون على حساب قيم كبيرة ولسنا هنا بصدد لوم أحد على كيفية قضاء العيد ولكننا نتحدث عن خاصية حب الاجازات فقد هللنا وكبرنا للاجازة الطويلة التى بلغت تسعة اياما حسوما لاشغل فيها ولا مشغلة ولكنني أنتبهت ان هذا الداء العضال من أمراض الخدمة المدنية والقطاع العام ، فطالما أن المرتب مقبوض ياولدي فجر في جلد الخدمة المدنية ما استطعت من شوك وهذا رديف لكسل عجيب ملازم للخدمة المدنية كدنا أن نلصقه بعامة الشعب ومن شواهد التسويف الذي هو نتاج طبيعي لنفوس ادمنت الكسل ان الجو اذا كان حارا قالوا انه ( ماجو شغل ) واذا كان جو رائعا ووممتازا قالوا (ده جو فول وراحات) يعني في الحالتين أنت ضايع عزيزي المواطن طالب الخدمة. الملاحظ ان القطاع الخاص لايعرف هذا النوع من الكسل والتسيب فتنافس السوق محموم واي تقصير سيكون خصما عليك واي فراغ سيجد من يسده لذا نتمنى تقليص الخدمة المدنية الى ادنى حد ممكن حتى نتخلص من افاتها ومن العطالة المقنعة ونغير انطباع الكسل الذي وصمنا به بسببها.