المتأمل في الأحداث بالسودان منذ الاستعمار وحتى الآن يصل الى حقيقة أن الانفصال قد خُطط له منذ زمن بعيد وأن ما قامت به بريطانيا وتكمله الآن أمريكا وإسرائيل هي فصول لمؤامرة طويلة تؤكد كلها أن الانفصال كان سيتم لو كانت الحاكمة الإنقاذ أو الأحزاب الطائفية ودعونا نتأمل الدور الخارجي في دفع الجنوبيين للانفصال فالسيد غرايشن المبعوث الأمريكي للسودان قال في ندوة بمعهد الدراسات الإستراتيجية بواشنطن قبل بدايته لجولاته الماكوكية بين واشنطن والخرطوم (إن أمام المجتمع الدولي أقل من عام لنشوء دولة جديدة في أفريقيا) والمتابع يجد أن أمريكا قد أعلنت عن الدولة الجديدة منذ وقت مبكر وهي التي طالبت بقبول نتائج الانتخابات الماضية بأي شكل تأتي به شريطة ألا يفوز مرشح الحركة بالرئاسة حتى لا يفقد الجنوب مبرر المطالبة بالانفصال مما جعل الحركة تُسارع بسحب مرشحها للرئاسة وكان هم غرايشن خلال الانتخابات هو أن تقوم الانتخابات حتى لا يتأجل الاستفتاء الذي يقود لفصل الجنوب عن الشمال كما نلاحظ أن هم الرجل الوحيد كان في زياراته الكثيفة للسودان هو عدم تأجيل الاستفتاء وضمان عدم عودة الحركة من جديد ونجد أن الرئيس الأمريكي أوباما ظل يجعل السودان كرت حزبه الهام تحت ضغوط المؤثرين على قرار الإدارة الأمريكية من نافذين من اللوبي اليهودي وشركات النفط وغيرها ولهذا وجدت الحركة الشعبية الضغوط والتحفيز من أمريكا وأوربا ومن الواجهات الدولية التي تستخدمها أمريكا من منظمة الأممالمتحدة وغيرها من الواجهات الدولية ولكي لا يتخوف الجنوبيون مما سيأتي وما سيواجههم عقب الانفصال ظل غرايشن يؤكد باستمرار لهم دعم امريكا لأي دعم تطلبه منهم حكومة الجنوب الجديدة كما ظل الوجود الإسرائيلي الكثيف في الجنوب يشكل ضغطاً على الحركة يدفعها دفعاً للانفصال وعن هذا الوجود الأجنبي الكثيف في جوبا قال أحد المواطنين قبل أيام في استطلاع بثه التلفزيون القومي (إننا لم نعد نجد عملاً من كثرة الأجانب الذين سيطروا على كل شيء في جوبا) للدرجة التي أصبح فيها باقان لايحتاج للسفر الى واشنطن وهي معه في أي وقت ابتداء من مستشار حكومة الجنوب الأمريكي ونتر الى الوجود الكثيف من الأجانب الأمريكان والإسرائيليين واليوغنديين والكينيين وغيرهم ولا ننسى ما قاله غرايشن وجاء في تسريبات لكنّه نفاه من أقوال بأن الجنوبيين هم أصدقاؤنا الذين نعتمد عليهم وهم من القومية السوداء غير المسلمة التي يمكن أن نوجهها باتجاه المصالح الغربية إذا ما أقاموا دولتهم الخاصة التي أخذت ملامحها تتبلور ونظرة أعزائي القراء الى (نوجهها) الى مصالحنا هذه والتي لم يقل مصالحهم أي مصالح الجنوبيين فالغرب لا يريد للجنوب صالحاً أو مصالحاً هذا ما قاله وهكذا يعرف من يقرأ الوقائع وينظر أبعد من رجليه من الجنوبيين فكما قال مذيع قناة الجزيرة في حواره مع د. نافع قبل أيام إن الجنوب سيصبح مستعمرة أمريكية إسرائيلية وفقًا للقرائن وهذه حقيقة ونجد أن الرأي الغالب في أمريكا الذي يحدد سياستها مع المزيد من العقوبات ضد السودان ومع تأييد فصل الجنوب عن الشمال هذا الفصل الذي تريده يوغندا أيضاً التي اختلف معها قرنق يوم إعلانه لتوجهاته الوحدوية بعد وصوله للخرطوم عقب الاتفاقية فهي لم يكن لها دور في السلام فتريد أن يكون لها دور في الانفصال يخدم مصالحها والتي أولها القضاء على جيش الرب بجانب المصالح الاقتصادية الأخرى التي تخطط لها عموماً إن انفصال الجنوب في سيناريو المؤامرة هو فصل من فصول مؤامرة كبرى في أفريقيا والوطن العربي بدأت بالسودان الذي يشكل حلقة الوصل بين العالمين العربي والأفريقي ولن تنتهي به وهكذا ستؤكد الأيام فدعونا لنرى.