* بالأمس قلنا إن على السيد وجدي ميرغني محجوب صاحب النصيب الأكبر في أسهم قناة النيل الأزرق وقناة سودانية 24 أن يولي إستثماره في الإعلام شيئا من وقته وإهتمامه لأنه لا يقل أهمية عن استثماره في الزراعة، فكلاهما يشكل عصب حياة واقتصاد، لكن الإعلام أهم بإعتباره العصا السحرية التي تتحكم في هوية أي بلد. * نقول ذلك ونحن نرى عرش مملكة قناة اسمها (النيل الأزرق) يتهاوى يوما بعد يوم، رغم كثرة الإعلانات وأضواء شاشتها البراقة، وكلها لا تغرنا ولا تعني عندنا دليل نجاح، ولا تعني لنا أن الحاضر أفضل من الماضي، وأرجو أن يسمح لنا السيد وجدي ميرغني أن نسأله عن النجاح الذي حققته القناة بعد دخوله في الشراكة، وبعد تشكيلته الإدارية الجديدة التي جاءت بالأخ عمار شيلا مديراً للبرامج على حساب الشفيع عبد العزيز الأكثر خبرة، والخبير بالمجتمع السوداني بكل مكوناته، أم أن صلة القربى هي من جاءت به وأبعدت الشفيع بطريقة يظن مهندسها أن بها شيئاً من ذكاء، وهو يقول إن الشفيع تمت ترقيته مستشاراً للمدير العام ومديراً لإذاعة هي مجرد اسم، فأكتفى بمكتب مستشار، حاله مثل الكثير من المستشارين الذين لا يستشيرهم أحد. * أرجو ألا يرد علينا فلاسفة القناة وأهل المصلحة بالقول إن الشفيع مرحلة وإنتهت، أو أننا نستهدف الأخ شيلا الذي له منا كامل الإحترام، نحن نتحدث عن مصلحة عامة، ولا يدخل مليماً واحداً من عائدات (النيل الأزرق) جيوبنا، ولسنا من نبحث عن إعداد أو تقديم برنامج، وقد سبق أن قدموا لنا الدعوة مراراً وتكراراً للمشاركة ضيوفاً على برامج القناة فأعتذرنا لظروف تخصنا، وبالتالي لا مصلحة تجعلنا نحارب شيلا، الذي نرى أنه ما زال بعيداً عن أجواء إدارة البرامج، في وقت تتحكم فيه إحدى موظفاته في إدارة بوصلة البرامج كما تشاء، وهذا موضوع سنعود له بالتفصيل. * ثم نقول للسيد وجدي ميرغني: هل سأل نفسه يوماً أو حتى توجه بالسؤال لإدارة القناة عن الأسباب التي غادر بها أهل الخبرة، الذين فيهم من أسهم في تأسيس القناة، وكانوا من أسباب نجاحها وانتشارها، وفيهم من وجدت فيهم الكثير من القنوات الفضائية الأخرى ضالتها، فاستعانت بهم في أرفع المناصب. * لا نظن أن الأخ وجدي توقف عند هذه المحطات، لا نظنه وجد من الوقت ليشاهد كيف كادت قناته أن تتحول إلى (شاشة) تقدم كل فنون الرقص بالأكتاف من مغنيات آخر الزمان، لا نظنه يتابع بعض المذيعات جميلات الوجوه ضعيفات الآداء. * الإعلام ، كما تعلم أخي وجدي هو لسان حال أي بلد والمرآءة التي تعكس ثقافاته، وهو لسان حال الفضيلة والقيم الجميلة، والسلاح الذي يجب أن نحارب به الكثير من الظواهر الوافدة التي ضربت مجتمعنا حد زفة العرسان بالفرق الأثيوبية والأغنيات العربية، حتى كادت أن تندثر ثقافة الحريرة والضريرة وأغنيات السيرة والعديل والزين التي تتغنى بقيم الرجولة والشهامة ومكارم الأخلاق.