قبل عدة أشهر.. وفي مدينة شيكاغو الأمريكية.. أراد بعض الأصدقاء أن يحتفلوا بعيد (الهالووين).. الذي تصاحبه بعض طقوس الرعب والمزاح الثقيل.. فبعثوا لصديق لهم يقيم في ولاية أخرى مظروفاً أنيقاً بداخله (بودرة التلك) التي تستخدم للأطفال.. لعلمهم المسبق بأن صاحبهم يعاني من جنون الارتياب.. بعثوا بهذه البودرة عبر البريد الوطني.. إلا أنهم تفاجأوا بعد عدة ساعات بعملاء فيدراليين يستدعونهم للتحقيق.. عن كنه وماهية هذه البودرة.. لأن صديقهم (ظن) وليس كل الظن إثم.. أن أحدهم بعث إليه بجرثومة (الجمرة الخبيثة).. فانقلب عليهم مزاحهم وقضوا عطلة العيد بين مكاتب التحقيق.. ومعامل البحث الجنائي. العبرة من القصة أعلاه.. تتجلى هذه الأيام داخل البيوتات السودانية.. رعب وارتياب قد تزيده حمى الشائعات اتقاداً داخل النفوس.. ارتياب الناس من موجة (الإسهالات المائية) وخوفهم الشديد.. ارتياب مشروع .. خاصة في ظل عدم تمكين المواطنين الحقائق الكاملة عن هذا المرض من قبل الأجهزة والوزارات المعنية.. ويرى الكثيرون أن الوزارة عبر وسائط الإعلام تبعث برسائل تطمينية للمواطنين بأن ما يحدث مجرد (إسهالات مائية) عادية ولم يتطور الأمر ليصل درجة (الوباء).. وذكر كلمة (وباء) في مجالس المدينة.. لها وقعها وأثرها الكبير.. لدرجة قد يكف بعدها المواطن عن ممارسة حياته اليومية العادية. برأيي المتواضع.. أن كل الأجهزة الرسمية المعنية بما يحدث.. عليها تمليك المواطنين جميع الحقائق.. إذ يتخبط الناس عن معرفة كنه وحقيقة هذا المرض.. إن كان هذا المرض مجرد إسهال عادي أو (كوليرا) من شأنها حصاد مئات الأرواح.. وتمليك الحقائق للناس يجنب المواطن مغبة الوقوع فريسة للشائعات خاصة التي تمتلئ بها الأسافير.. وهنا تكمن خطورة وسائط التواصل الاجتماعي التي يجد فيها الناس ضالتهم.. ويتناقلون عبرها الأخبار.. الحقيقية والمفبركة. *وعليه ومن هذا المنبر فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج.. لذا يجب على الناس توخي الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة في علاج حالات الإسهال المختلفة.. بدءاً بغسل الأيدي جيداً بصابون (مطهر).. وغسل الخضروات التي تؤكل نيئة جيداً بالصابون والخل الذي من شأنه القضاء على الميكروب. *كما يجب غلي المياه المستخدمة في الشرب والاستحمام والطبخ ولكن استخدام المضادات الحيوية في هذه المرحلة (كوقاية).. أمر يجب الحذر منه.. فهو غير مطلوب إطلاقاً.. حتى لا تتكون أجسام مضادة مقاومة للمرض في حالة الإصابة لا قدر الله. كما أني أنصح بشرب العصائر الطبيعية وكميات كافية من الماء حتى لا يتعرض الجسم لفقدان السوائل. الوقاية بسيطة وتتعلق بالنظافة الشخصية في المقام الأول وتعقيم الأدوات التي نستخدمها يومياً بأبسط الطرق وهي (الغليان). *حفظنا الله وإياكم.. وكفانا شر الشائعات والأوبئة.