ليس من باب الظن السيئ، ولكن من باب الشفقة على أخواننا وأخواتنا طلاب وطالبات الدورة المدرسية، ظننا أن استضافة ولاية الخرطوم للدورة المدرسية رد فعل سياسي على قرار حكومة الجنوب بإلغاء الدورة وطرد الطلاب والطالبات، دون أن تكون الخرطوم مستعدة لذلك، ولكن حقيقة ما شاهدناه وتابعناه من كريم الاستضافة ومن سير المنافسات الرياضية والثقافية، أكد لنا أن ولاية الخرطوم كانت على قدر المسؤولية وأن قرار الاستضافة ورد اعتبار الطلاب والطالبات لم يكن نتيجة غضب ورد فعل (كاذب)، وإنما كان قراراً شجاعاً وقرارالواثق من نفسه ومن ولايته. إن إستضافة ولاية الخرطوم لهذه الدورة حمل الكثير من الدلالات والمعاني والرسائل القوية، وهي رسائل وصلت إلى حكومة الجنوب ولكل العالم، ودلالات ومعاني فهمها الجميع واستوعب مغزاها، فخرطوم الصمود واللاءات الثلاثة قادرة على تطويع المستحيل وقادرة على استضافة كل الفعاليات في كل زمان وكل مكان، وقادرة على رد اعتبار أبنائها وبناتها الطلاب ورد الصاع صاعين لحكومة الجنوب، ولباقان أموم وكل واجف ومرتجف من الوحدة، والتئام شمل أبناء وبنات الوطن الواحد. قرار د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم لم يك شجاعاً فحسب، وإنما كان قراراً أعاد الأمور الى نصابها الصحيح، وأعاد للدورة المدرسية هيبتها التي جنى عليها باقان، فكانت ثمار هذا القرار أكبر وأكثر مما كان متوقعاً حال قيام الدورة بالجنوب، فالدورة الآن تحظى بمتابعة من كل الفعاليات الرسمية والشعبية وتجد من الإهتمام ما يؤكد هذا، بالإضافة لنكهتها الجديدة، والإحساس العظيم بها، إحساس القوة والإنتصار للوطن وللطلاب وللشهامة والمروءة والشجاعة، وما يزيد هذا الإحساس جمالاً وروعة هو تلك اللوحات الوطنية الزاهية التي رسمها وما زال الطلاب والطالبات يرسمونها عبر مشاركات إبداعية متميزة تفوق كل واحدة منها الأخرى جمالاً وإبداعاً ورسائل وطنية، وهي لوحة نحسب أنها ستجمل وجه الخرطوم لسنوات طويلة عبر التاريخ وتدون اسم السيد الوالي عبد الرحمن الخضر في كتاب هذا التاريخ وتحفظ له كريم الاستضافة والرعاية، فالجميع ذاهبون ولكن تبقى المواقف وتبقى الأعمال الجليلة والعظيمة والشجاعة لا نريد أن نتغزل في الدكتور وإن كان يستحق ذلك، ولكننا نبوح باعتراف سكن الدواخل منذ أعلنت الحركة الشعبية إلغاء هذه الدورة، والإعتراف هو ظننا بفشل ولاية الخرطوم في التنظيم والإستضافة، ليس لأنها لا تملك القدرة، ولكن بمقاييس ضيق الوقت، مما أوحى أن القرار هو مكايدة ليس إلا، والضحية لكل هذا هم الطلاب والدورة المدرسية، ولكن جاءت الأمور كما نحب ونشتهي وإن كانت تخالف توقعاتنا، فهنيئاً للخرطوم بأبنائها الطلاب وبناتها الطالبات، وهنيئاً للطلاب بالخرطوم، ومبروك لكل الشعب السوداني (مقدماً) نجاح الدورة المدرسية.