لم تمضِ أيام قليلة على إعلان دكتور رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة بدولة جنوب السودان الحرب ضد حكومة الرئيس سلفاكير حتى أعلن الجنرال خالد بطرس النائب السابق لرئيس الحركة الديمقراطية فصيل كوبرا بولاية بوما في الجنوب انشقاقه عن الحكومة التي اتهمها بالفشل في تنفيذ بنود أساسية في اتفاق السلام الموقع في عام 2014، ليتخلى بطرس بخطوته تلك عن زعيم المجموعة ديفيد ياو ياو الذي انضم رسمياً إلى حزب الحركة الشعبية الحاكم هناك في يناير من هذا العام. تحالف جديد: خالد الذي ينحدر من قبيلة المورلي و كان يرأس لجنة دمج قوات كوبرا، قال في تصريحات صحفية إنه قرر مع عدد من قادة جناج كوبرا التمرد ضد الحكومة الحالية في جوبا وتابع،(لقد انتظرنا لفترة طويلة على أمل أن تعمل الحكومة لتغيير سياستها لتنفيذ اتفاق السلام، ولكن لم يتغير أي شيء في اتفاق السلام، وفشلت الحكومة في إنشاء مفوضية للتنمية بمنطقة بيبور بموجب الاتفاق، بجانب دمج قواتنا في الجيش الحكومي ولم تتلق قواتنا الرواتب حتى الآن وأردف: ياو ياو سيذهب و سيستمر بعض القادة في تحقيق المهمة، لأن لدينا قادة كبار، وأنا لا أريد كشف هويتهم الآن) وأشار إلى أن فصيله سيجري مشاورات مع المجموعات المتمردة الأخرى في البلاد لتنسيق البرامج للإطاحة بالحكومة الحالية. لام ينسق مع مشار: انشقاق خالد بطرس جاء بعد ساعات فقط من تشكيل تنظيم جديد من قبل د. لام أكول أجاوين، وزير الزراعة السابق في حكومة جنوب السودان بهدف محاربة حكومة سلفاكير، أطلق عليه اسم الحركة الديمقراطية الوطنية، وأبان أكول في حديث أدلي به لراديو تمازج أنه ظل ينشد العمل السلمي طيلة الفترات الماضية حتى توقيع اتفاقية السلام في جنوب السودان في أغسطس 2015، متهماً رئيس دولة الجنوب بنقض اتفاق السلام بتقسيم البلاد إلى 28 ولاية من أجل تمليك أراضي القبائل الأخرى لقبيلة الدينكا مشدداً على أن الحكومة الحالية في جوبا لاتفهم إلا لغة السلاح. وتابع( لذا قررنا المقاومة للإطاحة بها بأي وسائل) وقال أن حركته ستعمل بشكل وثيق مع الحركة التي يقودها رياك مشار. احتجاج رسمي: البيان الذي حوى إعلان الحرب من قبل مشار، والذي صدر من الخرطوم التي قال إن مكتبه السياسي اجتمع فيها أغضب حكومة جنوب السودان مما دفع ميان دوت سفيرها بالخرطوم بأن يقدم احتجاجاً رسمياً للحكومة السودانية بسبب ما أسماه بالنشاط السياسي الذي يقوم به زعيم المتمردين رياك مشار بعاصمة السودان، حيث قال دوت في تصريح لوسائل الإعلام إنهم احتجوا رسمياً على خلفية النشاط السياسي الذي ظل يقوم به نائب رئيس جنوب السودان المقال، والذي عبره أعلن عن المقاومة المسلحة ضد الحكومة، مشيراً إلى أن النشاط السياسي لمشار يخالف تصريحات الخرطوم القائلة بأن مشار جاء لغرض إنساني فقط. الوضع الميداني: ميدانياً أعلنت المنظمات الإغاثية إجلاء عامليها من منطقتي نيالديو والجزيرة بالقرب من مدينة بانتيو بولاية الوحدة في خوفاً من تجدد القتال في المنطقة، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء وأفادت الوكالة إنه تم إجلاء أكثر من 40 شخصاً من المنطقتين وسط تقارير عن وقوع القتال في مناطق متفرقة بالولاية الغنية بالنفط، فيما أكد المجلس الدنماركي للاجئين إجلاء سبعة من موظفيه العاملين في مجال الأمن الغذائي والحماية، وقال إنهم سيعودن إلى المنطقة عندما تتحسن الأوضاع الأمنية. وكشف جون بول المستشار الأمني الولائي بولاية ليج الشمالية، عن اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش الشعبي الحكومي وقوات المعارضة المسلحة بقيادة مشار حول منطقة نيالديو، متهماً المعارضين بالهجوم على مواقع تابعة لقواتهم بمناطق متفرقة حول منطقة نيالديو. تعبان في أمريكا: تعبان دينق النائب الأول الجديد للرئيس سلفاكير والذي استلم موقعه في ظرف حرج يبدو أنه فقد ثقة الخرطوم التي وعدها بطرد الحركات المتمردة على حكومة الشمال في غضون 21 يوماً، حيث هددت الحكومة السودانية بإغلاق الحدود ووقف انسياب السلع إلى الجارة الوليدة حال عدم التزام جوبا بتعهداتها، كما أصبحت العلاقة بين دولة الجنوب والولايات المتحدةالأمريكية التي رعتها قبل وبعد الانفصال محل شد وجذب بعد الانتقادات الأخيرة لسياسات كير من قبل أمريكا وهو مادفع تعبان للمغادرة سريعاً إلى وانشنطون التي شهدت أمس نشاطاً دبلوماسياً وسياسياً لوفد جنوب السودان، والذي من المقرر أن يكون قد عقد اجتماعاً مع باقان أموم بحضور كوال منيانق جوك وزير الدفاع ودينق ألور كوال وزير الخارجية، إلى جانب لقاء هام بوزارة الخارجية الأمريكية قد ينجح فيه تعبان دينق بوضع العلاقة في مسارها إذا كان يمتلك تفويضاً كاملاً من رئيس البلاد سلفاكير ميارديت.