هو اللقاء الأول من نوعه بأن تستضيف «حجرة المناقشة» في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، مؤخراً وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك في دورتها (71) كخطوة جديدة من الصحافة الأمريكية التي كان موقفها واضحاً من قضايا السودان والتي نقلت بصورة سالبة أزمة دارفور التي صورت بصورة مشوهة وعرجاء كانت هي المصدر الأساسي لكثير من القرارات الأممية السالبة التي صدرت ضد السودان ووصف الجلسة بجلسة الصراحة بين الميديا الأميريكية والمسؤولين السودانين أو جلسة مصالحة. انفراج أمريكي جزئي: ويقول مراقب في شأن العلاقات السودانية الأمريكية إن الخطوة تأتي في سياق الانفراج الجزئي الذي لحق بالعلاقات السودانية الأمريكية وفي إطار المراجعات المتوقعة من الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس باراك أوباما فيما يخص علاقات البلدين في أعقاب لقاءات غندور ورصيفه الأمريكي جون كيري في اجتماعات الإيقاد في كل من نيروبي وأديس أبابا ونيويورك، قاطعاً بأن ما تمخض عن اللقاءات السرية التي لم تخرج للجهر سيتمخض عنه الكثير. وأردف في حديثه ل (آخرلحظة) أن الإعلام الأمريكي بات في مهمة تقصي الحقائق حول اللقاءات التي جمعت الوزير ورصفاءه الأمريكيين، والرغبة في كشف ما يدور في دهاليز الملف السوداني الذي بات من ملفات (البلاك لست) و المحظورات. مكاشفة: المناظرة الصحفية أديرت بواسطة كارول قلاكومو كاتبة افتتاحية نيويورك تايمز والمتخصصة في العلاقات الدولية، وتم طرح العديد من الأسئلة من طاقم التحرير وكُتاب الأعمدة، والذي شمل الكاتب الصحفي نيكولاس كرستوف وسيموني سينقوبتا رئيسة قسم أخبار الأممالمتحدة ومجلس الأمن في الصحيفة، واستمر الحوار مع وزير الخارجية الذي يعتبر الأول من نوعه قرابة الساعة، وكان فرصة سانحة جديدة للسودان لطرح قضاياه بصورة شفافة دون تأويل أو تعريف، حيث تناول غندور عدداً من القضايا فيالساحة، و وصفها أحد المشاركين بأنها جلسة الصراحة والمكاشفة بين الميديا الأمريكية وحكومة السودان.. شغلت قضايا مكافحة الإرهاب وجنوب السودان الشق الأكبر من النقاش، كما تناول النقاش بعض الدعاوى بقصف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الاتهامات التي تنتشر في الأسافير ضد السودان عبر بعض المنظمات والدوائر. رأي صحفي أمريكي: استهل البروفيسور غندور حديثه عن دور السودان في تحقيق الاستقرار بالمنطقة وخاصية تقدم الوعي السياسي في السودان حيث بدأ «ربيعه العربي» في الستينات قبل الآخرين على حد تعبير الوزير، كاشفاً بوضوح موقف السودان إزاء الأزمة في جنوب السودان وطرق المعالجة لها حسب رأي القيادة السودانية . فيما علق أحد المحاورين من الصحيفة أنه قد بات في حكم الواقع ضرورة الاعتماد على السودان في الحل بينما كانت الحسابات غير ذلك تماماً قبل خمس سنوات، وقال غندور «كنا حينها نحاول أن نقنع الناس بأننا لسنا أشراراً كما يتخيلون ولكنهم لم يقتنعوا، وأوضح وزير الخارجية أن السودان يؤيد خطوات الإيقاد في التحقيق والمحاسبة وأن أي إجراءات اذا ما تمت بناءاً على هذه الخطوات فهي مقبولة من طرف السودان. وفيما يلي تطور الموقف السوداني حول حظر الأسلحة من جنوب السودان، قال الوزير إن موقف السودان لا يخرج عن إطار الحل الإقليمي عبر الإيقاد، كما تطرق سيادته إلى ضرورة بناء جيش قومي حديث لدولة جنوب السودان، يسهم في بناء الدولة مع بقية مؤسسات الدولة الآخرى ، وفي معرض إجابته على سؤال يتعلق بتقسيم الولايات في دولة الجنوب ، أكد الوزير أن كل ما يخرج عن اتفاقية السلام يحتاج إلى مراجعة من الأطراف كلها، وإلا فإنه لا يساعد في حل القضية. الأسلحة الكيميائية: وفنّد الوزير دعاوى استخدام الأسلحة الكيميائية ، مستشهداً بالمزاعم التي ضرب بموجبها مصنع الشفاء، كما ألقى باللائمة على من وصفهم بالمفسدين في الميديا والعمل الإنساني لأنهم لا ينشطون إلا عندما يشعرون بوجود تقارب أمريكي سوداني فيتحركون ويمارسون الضغوط لنسفه وإجهاضه، وأيّاً كان فإن الخطوة في حد ذاتها تقدم ملحوظ في ملف علاقات البلدين التي مرت بمراحل عاتمة، ولكن رغبة إدارة أوباما في تحقيق تقدم في الملف السوداني أحد المرتكزات الأساسية للقاء النادر بين قادة الصحافة الأمريكية والبروفسير غندور.