لم يعد أمر عودة زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني مثار جدل بقدر ما كانت مجالس الاتحاديين ومجموعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن القرارات الاخيرة التي أصدرها من مقر اقامته في القاهرة والتي كان من أبرزها اعادة من ادعى نجله الحسن الميرغني فصلهم من الحزب ،القرارات أحدثت حراكاً كبير وسط قيادات الحزب ونشط غرماء الحسن من جديد وسط قواعد الحزب في كافة ولايات السودان وفارق عدد من المشرفين السياسيين حالة البيات الشتوي التي كانوا يعيشونها أيام عودة الحسن المفاجاة الى البلاد بصحبة الامير أحمد سعد عمر ،فهل حانت ساعة عودة الميرغني وانتهى عهد نجله الحسن ؟ الاجابة بالطبع على السؤال أعلاه لا تحتاج الى بحث مضني في أوراق الحزب العريق ولا الغوص داخل دهاليز الحزب ،فمن يتتبع مسار الاتحادي طيلة ثلاث سنوات مضت تسهل عليه قرأة دفتر الحزب الاتحادي الأصل لاسيما وأن السنوات الماضية شهدت أحداثا كبيرة وتحولات جذرية في مواقف الحزب الذي كان يقود المعارضة السودانية عبر التجمع الوطني الديمقراطي وهو يحلم باسقاط النظام في الخرطوم عبر الانتفاضة الشعبية المحمية بالسلاح أو الحل السياسي الشامل بيد أنه غير موقفه بعد توقيع الحركة الشعبية التي كانت تمثل الجناح العسكري للتجمع اتفاقية نيفاشا الشهيرة بدأ الاتحادي يبحث عن موطىء قدم للحاق بقطار الحل السلمي فكان اللقاء الشهير بين النائب الاول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه بزعيم المعارضةأنذاك محمد عثمان الميرغني بمدينة جدة السعودية ووقعا ما عرف باتفاق جدة الاطاري ..وكان هذا الاتفاق الذي رعاه ومهد له رجل الاعمال صلاح ادريس بمثابة تحول كبير في مسيرة الحزب الاتحادي والذي نتج عنه توقيع اتفاقية القاهرة التي شارك بعدها الاتحادي وحده رغم ان الاتفاقية باسم التجمع في الجهاز التنفيذي للدولة بعد أن رفضت الفصائل الاخرى المشاركة . وبعد نهاية فترة الاتفاقية خاض الاتحادي انتخابات 2010 لكنه لم يفز في اي دائرة من الدوائر وهزمه الوطني حتى في مناطق نفوذه بكسلا والشمالية والبحر الاحمر والقضارف وسنار ورغم أن الحزب شكك في نتائج الانتخابات وطعن فيها بالتزوير الا أنه عاد وشارك المؤتمر الوطني في حكومة ما بعد الانتخابات الشي الذي أغضب قطاعات كبيرة داخله وبدأت في تكوين أجسام موزاية تحت مظلة الاتحادي الأصل وظهرت مجموعة العمل الجماهيري والخط الجماهيري قبل أن يظهر في ساحة الحزب نجل الميرغني الحسن بموقف مغاير لمواقفه الرافضة لمشاركة الحزب في الحكومة ودخل البلاد قادما من قاهرة المعز بصحبة غريمه السابق أحمد سعد عمر ثم قام بفصل عدد كبير من قيادات كانت ولازالت مقربة من والده . في ظل تلك الاحداث غادر رئيس الحزب البلاد مستشفياً الى لندن وأدعى الحسن أنه مفوض من والده لكن وبعد أن عاد الميرغني من مقر اقامته بعاصمة الضباب الى القاهرة أصدر عددا من القرارات أنهى بموجبها كل التكاليف السابقة وبذلك اعتبرت القيادات المغضوب عليها من نجلة أن مرحلة الحسن قد انتهت ودخل الحزب مرحلة جديدة . وصدربيان أمس ممهور بتوقيع المكتب السياسي للحزب الاتحادي الأصل وجه فيه بتجاوز كافة السلبيات التنظيمية التي سادت في المرحلة السابقة واعادة الشرعية الدستورية وفقاً للقرارات الصادرة من رئيس الحزب حيث أمن المشرفون السياسيون على كل ما جاء في القرارات وابدوا التزامهم بالعمل على لم الشمل دوعزل أو اقصاء لأحد والبدء الفوري لدعوة القواعد لتكوين لجانها القاعدية بالوحدات الادارية المختلفة بكل ولاية ومحلية ايذأنا ببدء اجراءات المؤتمر العام على مستوى المحليات واحتفالا بمقدم رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني والبدء في تجهيز الجماهير الاتحادية وحشدها في استقبال يليق بمقدمه ومن أبرز المشرفين السياسيين الموقعين على البيان سليمان دقق المشرف السياسي لشمال كردفان وابوسن الدابي المشرف السياسي لجنوب دارفور وفضل تور الدبة مشرف ولاية سنار وعثمان عمر الشريف مشرف ولاية الجزيرة وعلي نايل مشرف محلية كرري .