تراجعت اللجنة المنظمة عن هضم حقوق الفرق وعدلت قليلاً في البرمجة، رغم أن ما حدث يتيح مساحه من الوقت للمريخ. قلنا إن وفد المريخ ومذكرة استعجال أعمال الاستئنافات كلمة حق أريد بها باطل. الغرض كان جس نبض الاتحاد ونسف الموسم ومحاوله لتخويفه، رغم العلم المسبق بأن الاستئنافات لجنه مستقلة ولا تخضع لإرادة الاتحاد، ولها حق تكييف القضايا وانتظار أكثر من استئناف لدعوة أعضائها للنظر فيه. لا نستبعد فرضية التنسيق المسبق بين المريخ وأسامة لإحداث فوضى ببقية الموسم، لاستمرار تخدير التسيير الحمراء لجماهيرها المنكوبة. ماذا يستفيد المريخ من البت في طعنه للاستئنافات والفارق بينه والهلال قد يبلغ تسع نقاط نهاية الموسم كانت مرشحة لتكون اثنتي عشرة. الغرض الظاهري كان حث لجنة الاستئنافات، لكن الدور الخفي ربما كان يلعبه أسامة لإلحاق الضرر بالأهلي شندي والخرطوم الوطني وتقوية المريخ وتمهيد طريق الوصافه أمامه. بحث وفد المريخ عن أعضاء لجنة الاستئنافات فكان أسامة كالعادة ملكياً أكثر من الملك، وتبرع كما جرت العاده بخرق القانون واللوائح وتعريض كل الموسم لخطر الإلغاء. لم تكن الكرة السودانية حاضرة في ذهن أسامة، ولم تكن مصلحتها ولا شرف التنافس كذلك، فالتأجيل كان يستهدف حماية أو حجز مركز الوصيف للمريخ، وليذهب الأهلي والخرطوم الوطني إلى الجحيم. استعادة المريخ لجمال سالم وتمارين زيادة لبكري المدينه لإدخاله فورمه المباريات، أهم عند أسامة من شرف التنافس وعدالة الموسم والحياد والقانون. طلب المريخ إلزام لجنة الاستئنافات بالبت في قضية شيبوب، فتبرع أسامه من تلقاء نفسه بتعليق المنافسه وتأجيل مباريات حساسه أهمها أهلي شندي مع المريخ. ظل المريخ وبمساعدة الاتحاد يتهرب من مواجهة أهلي شندي في كل اللقاءات الأخيرة خلال السنوات الماضية، مستغلاً ضعف الاتحاد وهوان أعضاء المجلس واللجان المساعدة التي تسمع بالقرارات عبر المذياع وتطالعها بالصحف ولا تملك إلا أن تبصم. يثبت الاتحاد في كل يوم أنه غير جدير بالبقاء ولا مؤهل لإدارة كرة القدم لأن اهتمامه بسفاسف الأمور أكبر من اهتمامه بالتطوير والمواكبه والعدل. يمارس التطفيف سنويا وترفع الأنديه أكف الظلم للعادل الذي لا يظلم عنده أحد. وتلقى منتخباتنا الهزائم المزلزلة والسبب ظلم الاتحاد وتفرغ عناصره للاهتمام باللجان الإفريقية والمؤتمرات الدوليه ومراقبة المباريات، يقابل ذلك إهمال متعمد بكل النشاطات المحليه. أثمرت ثورة الأهلي والخرطوم الوطني ولولا أن الثنائي لوحا بالانسحاب لما تراجع الاتحاد عن ظلمه البائن. نعتقد أن الهلال وجه رسالة قوية للأندية وعلمها كيفية انتزاع الحقوق عندما استلهمت تجربته في العام الماضي، ليحافظ الهلال على رصيده الزاخر بالنضال والثورة على الظلم، كما أسهم من قبل في تحرير السودان من المستعمر ومنح الحرية للأحرار. بيان الهلال كان واضحاً ورفض الولوغ في القضية وعاقب الانديه التي لم تنضم لتيار العدالة، ورفع الغبن والمظالم في العام الماضي لأنها اختارت تيار الخنوع والمصلحة الخاصة على العامة. لكن الهلال كبير العائلة لا ينبغي عليه الانكفاء على النفس، يجب أن يكون منظاره كلياً للقضايا العامة، فالقضية تكتسب بريقها وقوتها وحجيتها ومنطقها عندما يدخها الهلال سيد البلد.