٭ سعدت بوجود الدكتور محمد عبد القادر سبيل في السودان هذه الأيام، والتي نتمنى أن تكون مثمرة، بعض المغتربين يمضون إجازتهم في أرض الوطن في (الفارغة) والشكوى المحفوظة (البلد حارة) وعايشين كيف، ونحن عندنا هناك الوضع مختلف.. يتحدث عن الأراضي والسيارات والدولار والدرهم والريال، ثم يتسلل خارجاً من حيث أتى، لا يشعر بخروجه أحد، مثل ما لم يشعر بقدومه أحد. ٭ سبيل غير، ينخرط تماماً في هموم الداخل، ويعود لكاره القديم في الكتابة والاندماج بالكامل في الحياة اليومية.. ٭ أول أمس وجدته يجلس عادي خلف الجهاز يكتب شيئاً ما، لقراء (آخر لحظة)، ٭ بعد إنصرافه كنت حريصاً على قراءة ما كتب، سبيل صاحب قلم جريء وشجاع ويملك دوماً زمام تقديم الجديد، وهي ميزه تقل كثيراً في دنيا الكتابة الصحفية اليومية والتي تقع أحياناً ضحية الملل والتكرار والوقوع في جوف (ساقية جحا) ٭ لم يخيب الرجل ظني والذي يستند على ذخيره شعرية ولغوية وإعلامية ومعرفية ٭ لقد افتتح موسم إجازته بتقديم مقترح علمي ومحدد لوالي الخرطوم، وأدلى بدلوه في أهم قضية تتصدر أولويات مواطن الخرطوم، وهي مشكلة نفايات ولاية الخرطوم، والمطروحة بشدة على بساط البحث والتنقيب عن حلول نهائية وناجعة ٭ تحدث الكاتب عن حل جذري ومستدام لمشكله النفايات وقامت (آخر لحظة) بنشره في عدد الخميس، تمنيت من كل قلبي أن يقع في يد الوالي أو أخونا عمر نمر وغيرهما من المسئولين عن هذا الملف الذي أعجز المداوي .. ٭ ولفائده الذين لم يطلعوا على المقال القيم أعيد هنا (تدوير) المقترحات التي قدمها الدكتور سبيل والتي تستحق العكوف الجاد عليها ودراستها وتبنيها وصولاً لحل المشكلة، والنقطة المهمة التي تدور حولها الدراسه هي فتور سداد رسوم الخدمات من جانب المواطنين وضعف الميزانية الحكومية وعدم توفر آليات نقل كافية ومحدودية العاملين في هذا المجال، وللحل يقترح الكاتب تأسيس شركة مساهمة عامة براسمال كبير، وتكون الشركات العاملة الآن بمثابة المؤسسين وتعرض بقية الأسهم على الجمهور، ليكون مواطن الولايه جزءًا أصيلاً في المشروع ٭ ويتم تبني نظام تحصيل يشبه تحصيل الكهرباء، يشتري المواطن كبونات من الشركة ومنافذها، ومع أكياس النفايات زي (30) كيس للشهر ٭ يتم التعاقد مع أصحاب ركشات (تكتك) لنقل النفايات من المنازل لمكبات وسيطة وليس نهائية، وتقوم بعد ذلك ناقلات الشركه بنقلها للمكب النهائي. يتحصل التكتك على أجرته من كوبونات المشتركين، حيث يقوم بتوريد ما يتحصل عليه من كوبونات لإداره الشركة، والتي تقوم بإعطائه نصيبه من الخدمة، يقترح الكاتب دخول ديوان الزكاه ممولاً ومسدداً لخدمه نقل نفايات الأسواق والميادين والشوارع والأحياء، وذلك من بند (في سبيل الله). باعتبار أن النظافة من الطهارة و (الطهور) شطر الإيمان. . ا ٭ الآن هل وضحت الفكرة والتي تعمدت (تدويرها) مرة أخرى وكلي أمل في أن تتحول إلى واقع يساهم في نظافه الخرطوم ووضعها في المكانه التي تستحقها بين عواصم العالم ٭ شكراً سبيل فأنت لسن عابر سبيل، بل مقيم في قلب الوطن