كنا جلوسا بصالة التحرير، نقرأ الصحف، ونزدرد (الأوضاع)..فجأة صاحت (أسماء) ، نكد للبيع، بدت كمن يهتف في مظاهرة ، تساءلنا عن النكد ..هل ماركه (سودانيه)مسجله؟ أم المعدل طبيعي حسب المقاييس العالمية ، أسماء تنازلت لي عن الفكرة لصالح قراء (خارج الصورة) أنا شخصيا (أقتل) النكد بالصبر الجميل وبالأمل وبالإكثار من (أم فتفت) وأم (جنقر) و (الفسيخ) يوم الأربعاء.. في اللغه وجدت تعريفات تلائم واقعنا المعاش، فالنكد : الشحيح القليل النفع، نعم المرتب نكد، عيشه نكد أي صعبة ، نكد عليه : أي أغاظه وضايقه، مثلا وزير المالية قبل سفره لأمريكا نكد علينا عيشتنا وهو يبشرنا ب (التحرير) الكامل للخبز والقمح والكهرباء، تحرير شنو ؟ والله ما عارفين. تعريف آخر، النكد : كل شي جر علي صاحبه شرا، ودي يا أخوانا صيغة فضفاضة ، تدخل فيها حاجات كثيرة ، لا تبدأ من (الحكومة) ولا تنتهي عند الحكومة (الافتراضية) دي (داخلين فيها كثيرين)حتي (انت) يا (المنطط عينيك). تعريف (إضافي)..أرض نكده : قليلة الخير والعطاء، هذا التعريف لا ينطبق علي أرضنا ، ولكنه مفصل تماما علي (شعبنا النكدي البطل) قلت لصديقنا الأستاذ محمد مجذوب المحامي كلمني عن (النكد)..المجذوب محامي صاعد في المهنة، وهو ضمن فريق آخر لحظة الاستشاري ، الذي يقوده الاستاذ والمحامي الكبير عادل خشم الموسي.. ضحك محمد وهو الذي كثيرا ما يقاسمني (نكد المحاكم) .عند العامة يعني : (كرهتني عيشتي) في القانون لم ترد الكلمة حرفيا يمكن أن نجدها في قانون الأحوال الشخصية، بمعنى الضرر، والنكد واحد -الكلام للمجذوب- من الأسباب الرئيسية في قضايا الطلاق في المحاكم أنه يهدم الحياة الزوجية ويشرد الاطفال. توجهت بالسؤال لزميلتي من أيام الجامعة وسيدة الأعمال الحالية ومن (الموجوعات) بالانحراف (المجتمعي) فقالت :اللغة المتداولة في القروبات والفيسات وسط الشباب خصوصا (الفتيات)(منكده) علي عيشتي ياخي أنا محبطة ومستاءة، ياأخي في إباحيه في الحديث مخجلة، اكتبوا عن طريقة للحل ،قلت لها: ديل (الصغيرات) بس قولي يا لطيف. وربك يستر ربة المنزل (تلك ) أهدتني تعريف (حلو ) للنكد (لماتتقفل عليك كل الطرق وتحس انك واقف ) في دائره مغلقة لاتسطيع الخروج منها أوتحاول الوصول لشئ تريده ولاتسطيع ذلك ..فهنا يحصل النكد أوالقرفة زي مابقولوا أهلنا....والإنسان عندها، لا يطيق حتي نفسه وينعزل عن الآخرين وربما تقول أخرى تكرار، الكلام وإدمانه وتضخيم الأشياء وتضحى مشكلة عويصة يصعب حلها ، الإنسان الذي تعود علي النكد، لن يستطيع التخلص منه بسهوله ، بحيث يصبح جزء من شخصيته ، ويجعل من يعيشون حوله في مزاج سيٍء ويحاولون الابتعاد عنه تفاديا لحديثه. أما أجمل ما قيل في النكد فقد لخصه المتنبي : ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له مامن صداقته بد.