دعتني صديقتي لحضور كرنفال (فطور عريس أخيها) فقمت بتلبية الدعوه.. وبهرني منظر طقوم الأواني المرصوصة بمقاساتها المختلفة حتى ضاقت بها الأرض بما رحبت.. الشيء الذي دعا أهل العريس لفتح باب المنزل توسعة لرص (الحلل - جمع حلة- وهو إناء مخصوص لطهي الطعام، والصواني) وما تحتويه من مختلف أنواع المأكولات والحلويات الشرقية والعربية منها.. حتى أنني قمت بسؤال من تجاورني جلوساً عن بعض أصناف الطعام التي صعبت عليّ معرفتها (حتى أم فتفت) التي تحدث عن نفسها برائحتها وثومها وبصلها لم أتعرف عليها.. بالله اتفرجوا.. أما الروائح التي تخص أم العريس فقد تم إخلاء غرفة كامله لها (وتجهيز أشياء العريس من ملابس وأحذيه وروائح) وعينك ما تشوف إلا البوبار في أفخم معانيه.. وحمدت الله على تلبية الدعوة إذ أننا معشر النساء نهتم بتلك التفاصيل حد الإدمان.. خاصة تلك المترف منها.. و(يا سلام لو خالفت العادة باستحداث أشياء جديدة).. مثل تخضيب أطراف الكبش الأقرن بالحناء مغالاة في البوبار والشوفانية وعيناي مجحظتان في ذلك المهرجان البوباري حدثتني نفسي بأن أول ما اخترعت فطور العريس لو رأت ما رأيت لشنقت نفسها في ميدان عام جزاء نكالاً لما اقترفت يداها بزيادة نسبة العنوسة.. لأن كثيراً من الأسر في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.. لا تستطيع سداد فاتورة البوبار مع مطالبة أم العريس (ورأسا وألف سيف) بحقها الشرعي والقانوني الذي صاغت بنوده رهط من النسوة (العندهن قروش ومقدرات لله سيدهن) لتنفيذه. وفي ظني وبعض الظن إثم، أن مخترعة فطور العريس تلك التي (ماتت وماتت معها البساطة والتلقائية)، في زمانها كانت ناوية تعمل واجباً مع أم العريس (لكثرة ناس البلد)، فقامت بإهدائها فطوراً بسيطاً (مكوناته عصيدة وملاح تقلية وشعيرية) وحفنة من الحلويات لزوم الكرم وربط وشائج المحبة بين (النسابة) ومعها دعوات صادقات من الطرفين بتمني السترة للعروسين في حياتهما، وتطورت الفكرة مع التطور الرجعي والصعود نحو القاع فكرياً في نظري حتى صار فطور العريس (بالدفارات ولا عجب أن جيئ به على طائرات الإيربص مستقبلاً)، والذهب بأنواعه والهدايا القيمة والثياب رداً جميلاً من أهل العريس لأهل العروس (وما فيش حد أحسن من حد)، كلو في النهاية يقود إلى طريقين، إما طلاق للعروسين أو السجن لأهلهما.. ولا حرج طالما أننا نطبق قانون (لو بالدين نسوي الزين).. في ذمتكم دا كلام كيف لا يعزف الشباب عن الزواج ونحن مع مغيب وإاشراق فجر جديد نبتكر تقليعة جديدة باسم الموضة بينها وبين شبابنا عشرات السنين الضوئية لتوفيرها.. والشباب عاجز عن توفير (حق الشيلة وإيجار الزفاف ومصاريف شهر العسل) وغيره بسبب العطالة والظروف الماحقة والبنات عانسات يحدث المشيب في رؤوسهن عن جمال أفل نجمه بفضل عادات وتقاليد بائسة لم تضف لهن غير الانتظار في محطة الوهم لفارس تلفظه كبسولة الزمن. ما الذي حدث لآبائنا الذين كان مهر بناتهن رجلاً ذا مواقف وكلمة مطبقين حديث رسولنا الكريم من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وما الذي حدث لأمهاتنا اللائي صار همهن المال والعربة والرصيد.. والأخلاق ما ضرورية طالما القرش موجود .. ما الذي حدث لمجتمع صار يشجع الخواء الفكري ويطبل لمثل هذه التقليعات الغريبة والنتيجة لكل ذلك إشاعة الفاحشة بين الشباب من الجنسين ونشر ثقافة(poy friend ) لإشباع الغريزة الجنسية.. لينتج عن ذلك أطفال نتخلص منهم برميهم في القمامة أو إيداعهم للملاجئ أو وأدهم بأي طريقو.. وفي النهاية نحن جميعاً كأفراد ساهمنا في تصدع كيان المجتمع بسبب البوبار والشوفانية. *سوسنة أما آن لنا تصحيح بعض معتقاداتنا في عاداتنا.. كفانا جهلاً باسم العلم وانحطاطاً باسم التحضر.