أستغرب جداً للإخوة في قناة أنغام الفضائية وهم يخرجون علينا ببدعة فنية جديدة اسمها مهرجان (نجم الموسم)، وهي البدعة التي لا نراها حسنة بقدر ما نرى فيها استسهالاً للأمور وزيادة نار الساحة الفنية حطباً، لأنها تكرس من خلال هذا العمل إلى غرس مفاهيم خاطئة في نفوس المبتدئين وناشئة المطربين والمطربات، حيث يظن الواحد منهم أنه أصبح نجماً للموسم بحق وحقيقة، وهو في حقيقة الأمر لا يحمل في جرابه إلا (صفر كبير)، هذا غير البدعة التي رفعت حواجب الدهشة فينا دون أن تفك لها عقدة والمتمثلة في فرض رسوم تقارب ألفين من الجنيهات نظير المشاركة في المنافسة في (شهر لا يملكون له نفقة)، ونعني أنهم لا يملكون من العطاء ما يشفع لهم بنيل لقب نجومية الموسم. إنه بلا شك ضحك على العقول واستخفاف بالعشرات من المواهب الشابة التي تحلم بنجومية لم تعمل لها ولا تملك مقوماتها. نقولها بكل الصدق لإخواننا في قناة أنغام إنهم كانوا يحرصون بالفعل على المواهب وعلى تقديم إبداع حقيقي، فعليهم تنظيم مسابقة في الأغنيات الوطنية الخاصة يشارك فيها هؤلاء الصغار، دون أن يدفع أي منهم مليماً واحداً، حتى لا يكون الأمر مجرد تجارة، فقد سئمنا كل أساليب التجارة التي تمارس باسم الفن، من الصغار والكبار. ثم يا ترى هل تمت إجازة الأغنيات التي يشترك بها المتنافسون في المسابقة من قبل لجنة النصوص بمجلس المصنفات، وكذلك الألحان، أم أن الأمر يتوقف عند اللجنة التي كونتها القناة والتي لا نعلم من أين أتت بها؟ هذا غير الاستفهامات الكثيرة التي تحاصر هذا المهرجان. حقيقة نحن نتأسف للغياب المستمر لمجلس نقابة المهن الموسيقية مما يحدث، ويؤسفنا أكثر أنه لا يريد حتى أن يعلم، فلقد أصبحت الكثير من المؤسسات تتبنى مثل هذه المسابقات وتقدم للساحة مع صباح كل يوم جديد صوتاً جديداً، وهذا يذكرني بعبارة ساخرة قالها الممثل المصري توفيق الدقن في فيلم (الشيطان يعظ) وهي (الكل يريد أن يصبح فتوة.. طيب مين اللي حينضرب)، ونحن نقول إن (الكل يريد أن يصبح مطرب فمين اللي حيسمع). *خلاصة الشوف يا وزير الثقافة ألحقنا.. ألحقنا.. ألحقنا.