يلوح (جدو) بعلامة النصر ويفتح ابتسامته على مصراعيها في مواجهة الكاميرا، مردداً عبارة (تمام)، الصغير كان ساعتها يقف قريباً من عرين الأسد، الخرطوم التي كانت قد نسيت منذ زمن حديقة اسمها حديقة الحيوانات، أمسكت جامعة السودان المبادرة وأعادت الأسد إلى عرينه وجمعت القرود والغزلان والتماسيح وحيوانات أخرى، لتعيد شيئاً من الذكرى القديمة عبر حديقة الحيوان بحلة كوكو. قبل أن نقوم بجولة داخل الحديقة التقينا بالمسؤول بها محمد عبد الحميد حيث قال إن عملية جمع كل الحيوانات في مكان واحد، وتحويله إلى مزار، كان الهدف الرئيسي منه المحافظة عليها بعد الفراغ الذي تركه غياب حديقة الحيوانات الأولى في المقرن، بالإضافة إلى حراك تعليمي وتثقيفي يقدم من خلال الزيارات التي تقوم بها عدة جهات إلى الحديقة، وخصوصاً تلك المتعلقة بالرحل التي تقوم بها المدارس ورياض الأطفال، فهي تربطهم بالطبيعة الخاصة بالبلاد التي يعيشون فيها. ويكمل محمد: إن الحديقة تفتح أبوابها يومياً من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، ويمضي المسؤول في الحديقة حديثه قائلاً: نحن لم نغفل جوانب الأمان والسلامة داخل الحديقة من خلال السلك الشائك، خصوصاً وأن معظم الزوار من أطفال المدارس، ففي عرين الأسد يوجد اثنان من الأسلاك الفاصلة حتى نضمن عدم الاقتراب، لكن ما يظهر عند عرين الأسد يبدو مختلفاً في ما يتعلق بأقفاص القرود والنسانس التي يقف الزوار عندها كثيراً قبل مغادرتها في اتجاه قفص النعامة، الغزلان والتمساح والجوارح من الطيور والصقور. محمد يرى أن حديقة الحيوان بكوكو ليست مجرد مكان للترفيه يأتي إليه الناس، وإنما تؤدي دوراً آخر، حيث يتعامل معها طلاب كلية الطب البيطري بجامعة السودان كمختبر حقيقي يربطون فيه بين النظري والعملي، وبات من المعتاد مشاهدة أحد طلاب الجامعة وهو يحقن الغزالة من أجل متابعة مراحل نموها أو بغية تشخيص الأمراض التي من الممكن أن تصيبها وهو ما يحدث مع كل الحيوانات الموجودة داخل الحديقة، حيث يوجد متخصصون في عملية تقديم الطعام والشراب لها، بالإضافة لوجود الحيوانات داخل الحديقة، فإن ثمة ألعاب أخرى تتم ممارستها من خلال وجود مجموعة للسيرك تقدم أنشطتها.