أسوق عميق أسفي واعتذاري للعنوان الذي سقته لمقالي (وسط يقصم الوسط) – بتاريخ الخميس 13الجاري بالغراء آخر لحظة .. حقيقة الأمر أن الوسط المعني يقصم الجسم بالكامل، ولا يكتفي أو يقنع بالوسط فقط.. وإلا بالله عليكم بماذا تفسرون أو تعللون ما جرى أمسية الثلاثاء بأستاد الخرطوم! والأدهى و(المحنضل) ما جرى بعد ذلك من جماهير المريخ.. عشرات الآلوف عبر الواتساب وإذاعات ال( fm ) يؤيدين هذه الخيبة، والخطوة البائسة، بل الجريمة النكراء في حق هذا النادي العريق.. وكأنهم يجهلون الأسباب الحقيقية وراء هذا الهروب الكبير.. وفوبيا الهزيمة من الهلال بالذات التي تقض مضجع بعض الإداريين.. ويجافيهم الكرى والنوم.. علماً بأن القاعدة الرياضية تجزم بأن الهزيمة والنصر صنوان، لا تبارح إحداهما الأخرى، وقد كنا نرتاد دور الرياضة في الزمن الجميل مجموعات وأصدقاء.. كلٌ على مشربه.. لا نستكثر على أحد اختياره وتوجهه، بل أننا في كثير من الأحيان لم نكن لنلقي بالاً الى ما يجري في المستطيل الأخضر.. وتتشتت أذهاننا بين الظرفاء من المشجعين من الطرفين وقفشاتهم، وبعد انتهاء المباراة نغادر الأستاد كما جئنا.. ثم بعد ذلك نتحلق حول صحن فول مصلح، مع المناقشات الحامية حول المباراة، ثم بعد ذلك نقترق دون مشاعر بغض أو حقد، ولا يذهب البعض إلى الإعتقاد بعدم إخلاص هؤلاء أو أولئك لأنديتهم.. لا والله، فقد توفي البعض لرحمة مولاهم إثر هزيمة عشقهم الأثير. دون تحميل أية جهة وزر هذه الهزيمة، فكلٌ يؤدي دوره بأمانة وإخلاص، فلا يمكن تحمل وزر الهزيمة لقاضي الجولة، فيكفي أنه قاضٌ الذي إرتبط بأذهاننا بالمهابة والجلال، يكتسي حلل الوقار، ولا يجنح بنا التفكير لمراجعة قراراته أو الإحتجاج عليها. ونضع دائماً نصب أعيننا المقولة المأثورة في عالم كرة القدم: (قرار الحكم نهائي) – إن ما جرى من أحداث في ختام الموسم السابق.. وما يجري حالياً يندي له الجبين.. وبقعة حالكة السواد في جبين أتحاد الكرة، وإدارات أندية ما يسمى بالقمة- وهي قمة الإسفاف الإداري والعجز- بمشاركة إتحاد يثبط الهمم، ترتعد فرائصهم خوفاً وهلعاً أمام جبروت القمة التي لا تظهر مخالبها إلا للإتحاد الهلكان، ولكنهم في المنافسات القارية والإقليمية يتحولون إلى حملان وديعة، يغادرون المنافسات ومازال الليل طفلاً يحبو. ويمكنني أن أجزم بأن هذا الإتحاد أصبح مصدر خطر عظيم، على مستقبل الرياضة عموماً في بلادنا، لأنهم يكرسون لسوابق ما أنزل الله بها من سلطان، فقد انسحب الهلال في الموسم الماضي كما هو معروف، وعلى الرغم من الحجج الدامغة التي كانت تصب في مصلحة الهلال، إلا أنه ليس هناك مايسمى بالإنسحاب في قوانين كرة القدم في أي مكان في العالم، إلا لأسباب سياسية أو مالية، وتكون معلومة للجميع على مستوى أجهزة الإعلام العالمية، ولعدم إنزال العقوبة الرادعة على الهلال يكرر المريخ هذه الخطوة، التي لا تليق بالكبار في ختام الموسم الحالي.. وإن كانت لأسباب واهية.. وإذا قدر للمريخ الفوز بالديربي القادم فسينسحب الهلال قطعاً! وسيبذلون أقصى ما في وسعهم لمنع الإتحاد من إجراءات التتويج.. وهكذا سندور في حلقة مفرغة، ولم تكن هناك موانع لتتويج الهلال من قبل عناصر الإتحاد كما جرت العادة. إلا أنهم امتنعوا لأسباب غير معلومة، وكان من الأجدر إصدار بيان لتبرير الغياب عن مباراة تسليم كأس البطولة لدوري السودان الأول، والهلال بدوره قد خذل جماهيره بعدم الإحتجاج في وجه هذا الإتحاد، الذي أصبح اللاعب (رقم اتناشر لإحدى القمتين).. رغم المواراة والتظاهر بالثورة ضده! بالله عليكم أنظروا لمستويات فرق القارة والجيران.. هل نحلم ببلوغها قريباً أو بعيداً لا أظن ذلك!