أمضينا يوم أمس الأول بكامله بين ولايتي غرب وجنوب دارفور، برفقة وزير المعادن د. أحمد الكاروري، الذي قاد وفداً ضخماً من وزارته ضم كبار الجيلوجيين والفنيين والخبراء، كان على رأسهم المدير العام لهيئة الأبحاث الجيلوجية د. محمد أبو فاطمة، والمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية هشام توفيق، بجانب رئيس لجنة الطاقة والتعدين بالبرلمان حياة الماحي. اكتسبت الرحلة المشتركة أهمية خاصة، كونها جاءت بعد استتباب الأمن ودحر التمرد خاصة في جنوب دارفور، ولعل اهتمام واليا الولايتين بالزيارة بلغ قمته، حيث غادر والي غرب دارفور فضل المولى الهجا ضمن الوفد من الخرطوم، بينما هبط والي جنوب دارفور المهندس آدم الفكي بولايته قبل وصول كاروري بيوم، حيث كانا (أدم والهجا) بالخرطوم مشاركين في جلسات شورى حزبهم وكذلك كاروري. أمر لا يصدق عند وصول الوفد الي الجنينة (دار أندوكة)، دخل في اجتماع مطول مع حكومة الولاية بحضور قيادات تشريعي الولاية وفعاليات غرب دارفور .. الولاية ليس بها شركات عاملة في مجال التنقيب، فكانت الزيارة بمثابة تدشين للعمل التعديني بالولاية، حتى أن أحد المتحدثين في الاجتماع شكر الكاروري بحرارة وقال له : (كتر خيركم أول مرة ناس المعادن يجونا، ومن زمن نميري الوزير شريف التهامي نسمع بيه في الخرطوم بس). كان أول المتحدثين د. محمد أبو فاطمة الذي كشف عن وجود ذهب، يورانيوم، فضة، رصاص، حديد، وكميات هائلة من (الجرافيت)، والذي يستخدم في الصناعات الدقيقة، صناعة الخلايا الكهربائية (حجار البطارية)، ثم قدم شاب بالوزارة استعراضاً شيقاً ودقيقاً للخريطة الجيلوجية للولاية .. كان حديثه مذهلاً ومدهشاً، الدراسات العلمية تحدثت عن واقع جيلوجي للولاية سيجعلها في مصاف الولايات الغنية، حيث تمتلك امكانات معدنية هائلة .. ذكر وجود مواد معدنية وصخور صناعية بمحليات الولاية الجنوبية (بيضة ، هبيلا، أرارا) وعن وجود الجرافيت في سلسلة جبال ميرتا بمحلية بيضة، والرخام في محلية هبيلا، بينما في شمال الولاية محليات (كلبس، جبل مون وسربا) يوجد يورانيوم خاصة منطقة أبو سروج بمحلية جبل مون، وفي منطقة السيسي القريبة من الجنينة يوجد الذهب والمنجنيز، وأشار المتحدث لوجود معادن نادرة مثل التي تستخدم في أجنحة الطائرات والصواريخ، حتى أن ممثل الوزارة أعلن عن خطة لتقسم الولاية الى (9) مربعات، (3) منها للذهب والحديد والبقية للمعادن النفيسة والنادرة. اهتمام خاص الوزير الكاروري أشار إلى أن وزارته شرعت لجعلها وزارة معدنية بعد وصول البعثة الجيلوجية لها في مارس الماضي .. قدم الكاروري شرحاً لما تقوم به وزارته، مما جعل قيادات غرب دارفور تستوعب أهمية وجود الوزارة في المرحلة المقبلة في ولايتهم.. وكشف عن إنتاج 65.5 طن ذهب خلال الأشهر التسع الماضية (80%إنتاج تقليدي) وأعلن خلال اجتماع مشترك مع حكومة ولاية غرب دارفور استهداف الوزارة رفع الانتاج إلى 100 طن في العام، وكشف عن ازدياد إنتاج شركة أرياب من الذهب بعد السودنة بنسبة 18 في المائة. ولفت إلى اكتمال تقنين وتنظيم التعدين الأهلي بنسبة 85% في 12 ولاية و 221 موقع تعديني، وأعلن عن الحظر الكامل لاستخدام الزئبق بحلول 2020. اهتمام الوزارة المتعاظم بالولاية وصل قمته وأكد جدية الكاروري وأخوانه، حيث تم افتتاح المكتب الاقليمي لهيئة الأبحاث الجيولوجية، من جهته تحمس الوالي الهجا لجهود المعادن بولايته، وأكد استتباب الأمن بولايته.. وفرض هيبة الدولة وأعلن الاستعداد للتعاون مع وزارة المعادن في منح الأراضي للمستثمرين وتأمين المواقع الاستثمارية. جنوب دارفور .. وجه جديد منتصف النهار انتقلنا إلى جنوب دارفور .. حكومة الولاية بقيادة الوالي المهندس آدم الفكي كانت في استقبالنا، وفي الاجتماع أكد الكاروري حرصهم على تطوير قطاع التعدين والاستفادة من التطور التكنلوجي فى استخراج المعادن، مشيراً إلى عمل اتفاق مع المملكة السعودية وروسيا للعمل فى تطوير قطاع التعدين واستمع الوزير ووفده فى الاجتماع إلى تقرير عن واقع التعدين فى الولاية بشقيه التقليدى والمنظم، بجانب الفرص المتاحة للاستثمار واستغلال المعادن الموجودة في الولاية، لاسيما الذهب، النحاس،اليورانيوم وغيرها من المعادن .. وأشار الوزير إلى أن الوزارة كونت مجلس التعدين بغرض وضع السياسات وإجازتها وأزالت التقاطعات في كافة المستويات. وقال المهندس آدم الفكي والي جنوب دارفور أنَّ ماتم فى الولاية في مجال التعدين نقله ممتازة في أفكار الناس، وتساعد الولاية في الانطلاقة إلى الأمام مع الاستقرارالأمني الموجود في الولاية مؤكدا تعاونهم مع الشركة السودانية للتعدين، وتلا الاجتماع مع مجلس الوزراء اجتماعاً مع مجلس التعدين بالولاية ناقش فيها كافة الجوانب والقضايا المتعلقة بعملية التعدين في جنوب دارفور.