بعض الأسماء لا تنسى.. ومن هؤلاء إسماعيل خورشيد وعبدالرحمن الريح وعوض جبريل، وقد كنا نجلس سوياً كل أمسية في نادي أهل الفن- بمقهى أحمد خير بسوق الموية في أم درمان- ومقهى أحمد خير يقع بين صالون علام ومحلات العنتبلي وفرن باولو.. وهو مواجه للسينما الوطنية وعلى مرمى حجر من مقهى يوسف الفكي ملتقى الصفوة والطبقة الراقية من أبناء أم درمان والعاصمة.. وتتحلق مجموعات أخرى حول سرة سوق الموية وعمودها مقهى العم الكريم الأصيل جورج مشرقي ومقهى الشرق لصاحبه السوري ابن حلة الشهباء صبحي قصبجي.. ومحلات يوسف نعمان وعمر بنده ونوح ومحمد علي حامد الذي كان يكمل رسالة سوق الموية الفنية بتأجير المايكروفونات والساوند سيستم، والتي كان يتولاها شقيقه الريح عليهم رحمة الله..سوق الموية كان عالماً فريداً ورواده كانوا رموزاً لا تخطئهم العين.. وأهم تلك الرموز مجموعتنا التي ذكرتها في منتدى أحمد خير والد الأستاذ صديق أحمد خير المحامي المعروف.. والذي كان مصمماً على الطراز المصري، والطريقة المصرية في الأثاث وتقديم الخدمات وتقسيم المقهى إلى مساحات وساحات، وكان أشهر رواد الساحة الداخلية- والذين يبقون حتى الساعات الأولى من الصباح- عمنا الشاعر الكبير إبراهيم العبادي- والذي يأتي في آخر الليل لاصطحابه نجله الصديق المهذب الطيب العبادي، والعم الوجيه سر التجار مصطفى محمد الحسين «السبحي»، والد الفنان صلاح مصطفى وشقيقه الفنان- الذي لم يكمل المشوار بكري مصطفى هو وأبناء جيله عوض بر ونعوم عبد الكريم- والذين كانوا يمثلون الصف الثاني من فناني سوق الموية، وقد أسميناهم «بوليس النجدة»، لأنهم ينقذون الموقف إذا غاب أحد الفنانين الكبار وحالت الظروف دون حضوره.. أما تفصيل العلاقات الراقية والملامح الشخصية لهذه الشخصيات الراقية النادرة عبد الرحمن الريح وإسماعيل خورشيد، فآمل أن أجد الفرصة لأكتب عن كل منهم على حده.