أسوأ ما فى العمل السياسى تلك الفراغات التى يلج عبرها شيطان التفاصيل فتضيع الحقائق ويلتبس المشهد السياسى وتتداخل الظلال ما بين أهل الحق و أهل الباطل و هذا لعمرى هو أُس البلاء فى ثورة الغرباء التى تعيشها البلاد هذه الأيام .. ثورة بلا قضية ، منحتها تلك الفراغات الفرصة ليدخل علينا شيطان الحركة الشعبية وشيطان الصادق وشيطان الترابى وشيطان نقد ... من لا شئ يريدون أن يفعلوا شيئاً لأجلهم هم و يجب أن نكون عقلاء ونبحث فى ثورتهم التى تنادى باقتلاع النظام من جذوره ومن أجل التحول الديمقراطى وهذا كله مشروع ولكن ما هى وسائله؟ هل هى النزول الى الشارع وخلق بلبلة وفوضى أم ينتظر هؤلاء الغرباء حتى أبريل القادم ليحتكموا ألى الشعب ليقول كلمته،أم أنهم يتوقعون خسارتهم ولهذا يلجأون إلى البلبله والفوضى من الآن. {ماذا يستفيد الشعب السودانى من هذا العراك، ومن هذه الفوضى؟ و ماهو القاسم المشترك الذى يجمع بين قوى جوبا؟ حتى يجمعهم جميعاً داخل ثورة نصف قلبها داخل السلطة ونصفها الأخر مع المعارضة، وهل هذا القاسم المشترك يجمعهم بالشعب السودانى ... حقيقة لا أجد قاسماً يجمعهم بالشعب السودانى ولكن أجد قاسماً يجمعهم على الشعب السودانى، ألا و هو الضغط على المؤتمر الوطنى الذى يدافع عن حقوق الشعب السودانى حتى يتنازل عنها وظل هذا ديدنهم و قد عبروا عن ذلك من خلال حملاتهم ضد القوانيين التى طرحتها الدولة ويمكن أن نطرح مثالاً واحداً، فى قانون الأمن يعارضون «الإعتقال» وفى الجنوب يعتقلون بلا قانون ويقتلون بلا قانون وبلا رحمة و قد شاهد الناس جميعاً عبر شاشة قناة الجزيرة عملية حرق لمواطنيين جنوبيين بواسطة استخبارات الحركة أمام الناس داخل سوق بجونقلى.. {هذه الحركة وهذه الأحزاب الميتة هم غرباء على شعب السودان ولن يجنى شعبنا منهم خيراً .. انظروا لشباب المؤتمر الوطنى و قياداته وتضحياته وصحافته ومنابره ستجدها جميعها تشبه شعب السودان وقيمه وتعمل لأجل شعب السودان ، وأنظر لتجمع قوى جوبا ستجدهم غرباء تجمعهم على صعيد واحد « سفة » وهى قيمتهم وضالتهم وتفرقهم « مسبحة». {كلما نظرت إليهم أشفقت على شعب السودان من أمثال هؤلاء مثل إشفاقى على شعبنا فى الجنوب وهو يتعذب ويجوع ويموت..