كثيرا ما أسال نفسي ، كيف يطلق الإنسان على نفسه لقب شاعر ؟ ، من المفترض ان يمنح الناس الصفة الإبداعية للكاتب أو الشاعر أو الفنان ، لكن للأسف الأمر مختلف تماما في السودان ، هناك شعراء يذيلون أسمائهم بلقب شاعر رغم أنهم ليس لديهم لا في الشعر ولا في الطحين ، على فكرة قبل أيام كدت ان أموت من الضحك ، وانا أطالع ببصري العمشان ، خبرا في صحيفة تعيسة ، مغزى الضحكة اللئيمة ان كاتب الخبر أسبق علي نفسه لقب ( شاعر ) ، أي والله شاعر وهذه الفئة ما أكثرها في السودان ، إنهم شعراء الغفلة والزمن الرمادي الذي نعيش فيه ، عفوا حكاية شعراء الغفلة ليست موضوعنا اليوم ولكن الحكاية تتعلق بالتعاسة التي تواكب الشعراء في المطلق وهي تعاسة من النوع السوداوي وقديما قال الشاعر المصري الانطباعي محمود غنيم ( لا يجمع الله بين الشعر والمال ) وهو المقطع الذي يحفظه الناس في الوطن العربي من الماء إلى الماء ، لكن من وجهة نظري ان بيت الشاعر غنيم ذهب مع رياح التغييرات ، أقول هذا الكلام لأن هناك شعراء في الوطن العربي وحتى في السودان يلعبون بالفلوس ويتباهون بها على عينك يا تاجر ، ومن هؤلاء ناظمون سودانيون يدعون كتابة الشعر، والشعر منهم براء وانصح هؤلاء بالالتفات إلى مشاريعهم التجارية وترك الشعر المسكين في حاله لان ما يكتبونه والله العظيم مثل ( بصاق النمل ) ، هذا طبعا اذا كان للنمل بصاق أصلا ، بالمناسبة كنت قبل فترة اجلس مع بعض الأصدقاء وبالصدقة دار الرموت كنترول تجاه قناة قون الفضائية وفجأة ارتمت أعيننا على صورة احد أدعياء الشعر وهو بالمناسبة رجل دهين اشتر بدرجة امتياز في الكلام ، للأسف أسال لماذا تحتفي برامجنا بأمثال هؤلاء الأدعياء ولماذا أصلا تتم استضافتهم طالما أنهم يفقعون مرارة المتلقي ويخربون دواخل الناس ب( العلك) والكلام العشوائي ، بالمناسبة خلونا من أدعياء الشعر هؤلاء لان ما يكتبونه لن يكتب له الاستمرار وستتلاشى أشعارهم وتموت بمرور الزمن لأنها غير صادقة وليس بها نكهة الابداع ، وبمناسبة موت الشعر دعوني ادخل توش إلى حكاية موت الشعراء مبكرا ، المهم هناك باحث أمريكي ابن لذين كشف في دراسة له ان الشعراء أتعس خلق الله وأنهم يموتون مبكرا دون غيرهم من المبدعين ، وكشف الأمريكي اللئيم كوفمان وهذا اسمه في دورية بحوث الوفيات ان تعاسة الشعراء تعجل برحيلهم من الحياة ، الطريف ان الدراسة الخاصة بالشعراء أكدت أن متوسط عمر الشاعر ، 62 عاما ولان الدراسة تخوف أجعص جعيص ادعو أصدقائي المبدعين إلى ترك الشعر ونسيانه وفي الوقت نفسه ادعو أدعياء الشعر من الناظمين العشوائيين إلى فقع مرارة الناس بكلامهم الخارم بارم والركض في مسارات القريض لعل ذلك يعجل برحيلهم ويرتاح الناس من كلامهم الذي يشبه بصاق النمل . أف الله يقطع شياطين أشعاركم .